لايف ستايل

هل تصبح «كأس الحيض» بديلًا للفوط الصحية؟

«أكواب الدورة» تجذب المحافظين على البيئة

يتصاعد مؤخرًا، الجدل عبر السوشيال ميديا، حول الدعوة للتوسع في استخدام «كأس الحيض» أو أكواب الدورة الشهرية، كبديل عن الفوط الصحية. ويتساءل البعضُ: هل هذا البديل مناسب للفتيات أيضًا أم للسيدات فقط؟

ما هو كأس الحيض؟

كأس الحيض منتج صحي أنثوي، الغرض منه هو منع سائل الحيض من التسرب إلى الملابس. وتصنع كؤوس الحيض عادة من سيليكون طبي مرن وتشبه الجرس ولها جذع. وعلى عكس الفوط الصحية، يجمع الكأس سائل الحيض بدلا من امتصاصه. ولذلك يمكن إعادة استخدام الكأس الواحد حتى خمس سنوات أو أكثر. الأمر الذي يجعل تكلفته على المدى البعيد أقل من تكلفة الفوط الصحية.

أحد أكواب الحيض
تاريخ كأس الحيض

حصلت كأس الحيض على براءة اختراع عام 1932، بواسطة مجموعة «دايات مكغليسون وبيركينز». وسجلت ليونا تشالمرز براءة اختراع أول كأس تجاري مستخدم في عام 1937. وتم تقديم العلامة التجارية «ذا تاسوي» في الستينيات في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكنها لم تحقق نجاحا تجاريا كبيرا.

اقرأ أيضًا: تسرب إشعاعي.. كارثة جديدة قادمة من الصين

وفي 1987؛ ظهر كأس حيض آخر مطاطي من اللاتيكس، يسمى «ذا كيبر»؛ تم تصنيعه في الولايات المتحدة. ويعد أول كأس حيض مقبول تجاريا ولا يزال متوفرًا حتى الآن. وهو أيضًا أول كأس مصنوع من السليكون، المصنع في المملكة المتحدة ويسمى «موون كوب». تصنع أغلب كؤوس الحيض حاليا من السيليكون الطبي بسبب قدرته على التحمل وقلة فرص التسبب بالحساسية، رغم أن هناك بعض الأنواع تصنع من مطاط الثرموبلاستيك. وتعددت أشكال وأحجام كؤوس الحيض لاحقا في الأسواق.

«ذا تاسوي» العلامة التجارية لـ كأس الحيض
«ذا تاسوي» العلامة التجارية لـ كأس الحيض

ويفضل الخبراء كأس الحيض على الفوط الصحية،لأنها مستديمة، وغير مضرة للبيئة. وبالنسبة للفتيات؛ فهي من الناحية المادية توفر قيمة الشراء المتكرر للفوط الصحية الشائعة بين النساء حول العالم. بينما ينصح الأطباء بضرورة تفريغ كأس الحيض كل 4- 12 ساعة، على حسب حجم تدفق الحيض، ثم غسله وإعادة تركيبه مجددا.

آلاف من الفوط الصحية

وعاد الرواج مجدد لكؤوس الحيض في عام 2005، بعد الحديث عن ضرورة مراعاة البيئة، وتقليل النفايات البلاستيكية، فعلى سبيل المثال، 90% من الفوط الصحيّة مصنوعة من مواد بلاستيكية، ما يعني أنها ستحتاج لمئات السنوات حتى تتحلل، حسبما أفادت مجلة “فوغ” الأمريكية.

اقرأ أيضًا: في 10 دقائق.. كيف تحمي نفسك من أعراض الشيخوخة المبكرة؟

ويبلغ متوسط مجموع ما تستخدمه النساء خلال حياتهن، وفق دراسات علمية هو ما يقارب 11 ألف فوطة، وفق ما أشارت إليه مجلة «ساينتفيك أميركان». وفي عام 2018؛ اشترى النساء في الولايات المتحدة 5.8 مليار من الفوط الصحية. والغالبية العظمى منها ستنتهي في مقالب القمامة كنفايات بلاستيكية، حسبما أفاد تقرير لمجلة «ناشونال جيوجرافيك».

فوط صحية بلاستيكية في القمامة

وتكمن خطورة الفوط الصحية التقليدية التي يدخل في صناعتها البلاستيك أنها لا يمكن تدويرها، كما أنه من الصعب جدًّا تحلُّلها. وتشير التقديرات إلى أن الفوطة العادية غير العضوية يمكن أن تستغرق من 500 إلى 800 عام كي تتحلل.

اقرأ أيضا: مصر تشارك في الاحتفال باليوم العالمي للتنوع البيولوجي

ووفق بيانات صادرة عن جمعية الحفاظ على البحار، فإن هناك زيادة في منتجات الدورة الشهرية التي عُثر عليها في أثناء تنظيف الشواطئ عام 2017، إذ عُثر على تسع أدوات بلاستيكية لكل كيلومتر على شواطئ المملكة المتحدة.

فوطة صحية وتامبون وكأس للحيض
تصلح للفتيات أم السيدات؟

وفي هذا السياق، يعلق الطبيب باسم محمد، مدرس استشاري أمراض النساء والتوليد بالقصر العيني أن كاسات الحيض أو أوكواب الدورة لا يصلح استخدامها للفتيات، وبخاصة في المنطقة الشرقية التي تبدي مخاوف حول العذرية، وأن تلك الأكواب ملائمة للسيدات.

ويضيف محمد لمنصة “الناس دوت نت” أن كاسات الحيض أو التامبون هي بدائل للفوط الصحية، لكن كل تلك الاختيارات تقع في منطقة التفضيل الشخصي للسيدات، مضيفا أن ميزة الكاسات أنها تحافظ على البيئة، إذ يمكن استخدامها مرات عديدة بعد تنظيفها، ولا تخلف ملوثات بيئية مثل الفوط الصحية، فضلا عن إنها متعددة الأشكال والأحجام. وينصح طبيب النساء والتوليد السيدات اللاتي يستخدمن الأكواب أن يقمن بتظيفها بشكل دوري خلال اليوم عند امتلائها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى