«ارحلي بسلام، طاب التراب الذي سيضمك، وحسبنا الله ونعم الوكيل في مجرمي الحرب والمال». تداول بعضُ النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تلك العبارة، لرثاء الطفلة اللبنانية جوري السيد، من بلدة عانوت، بعد أن فقدت حياتها قبل أن تتجاوز شهرها العاشر.. بسبب نقص الدواء في لبنان في ظل الأوضاع الأخيرة.
لم تتمكن من الصمود
عانت جوري السيد، قبل عدة أشهر، من التهابات قوية، ما استدعى تزويدها بالأكسجين آليا. وحاول والداها تأمين الدواء اللازم لحالتها، لكن جميع المحاولات باءت بالفشل. ويرجع ذلك إلى أزمة نقص الدواء في لبنان، نتيجة إضراب الصيادلة، وتناقص أنواع عديدة من الأدوية في الأسواق، ما أدى إلى تدهور حالتها سريعًا.
اقرأ أيضا: صرخات أب يبحث عن الدواء في لبنان: «بنتي صار لها 6 أيام حرارتها 40»
ولجأ الوالدان إلى بديل للدواء لم يُناسب جسد «جوري» الصغير والضعيف، ما سبب لها ارتفاعًا في درجات الحرارة، فنُقلت إلى المستشفى المركزي في منطقة مزبود، وذلك وفقًا لرواية عم الطفلة هيثم السيد.
لكن لسوء الحظ أيضا لم تكن المستشفى مجهزة لاستقبال الرضيعة التي كانت بحاجة إلى دخول العناية المركزة، بالرغم من المحاولات الحثيثة التي قامت بها والدتها المعاون في قوى الأمن.
الله يرحمها
الطفلة ماتت بعدما عجز اهلها عن تأمين الدواء#جوري pic.twitter.com/3L2u6VGavJ— Ahmad Kassem (@AhmadKa51032083) July 11, 2021
العديد من الاتصالات قام بها أهلُ جوري السيد، لتأمين سرير لها في مستشفى آخر. ولكن الوقت لم يكن متعاونًا معهم، وسرعان ما فقدت الطفلة صمودها وفارقت الحياة وهي بين أحضان أمها وأبيها. وشيعت بلدة عانوت جنازتها بمأتم مهيب بعد أن خيم الحزن على جميع لبنان.
الإدارة الطبية ترد
وقالت الإدارة الطبية للمستشفى المركزي في مزبود، إن الطفلة اللبنانية كانت في حالة حرجة، وتعاني من نقص حاد في الأكسجين، وبقع زرقاء على الجسم، وقد أعطيت العلاج الكامل المناسب لحالتها من أدوية، مع إيداعها في قسم خاص للعناية بالأطفال.
اقرأ أيضا: بسبب الأزمة الاقتصادية.. نساء لبنان يستبدلن الفوط الصحية بقطع القماش
ولكن الفريق الطبي، صرّح بنقل الطفلة اللبنانية جوري السيد إلى مستشفى أخرى، رغم التحذيرات من خطورة ذلك، واحتمالية تدهور الحالة الصحية للطفلة، لعدم توفر وسيلة نقل مجهزة، وذلك بعد إرغام والدي الطفلة على توقيع ورقة تخلي المستشفى من المسؤولية. وما هي إلا دقائق قليلة قليلة من خروج جوري من المستشفى، حتى يعود بها أهلها وهي تعاني من هبوط رئوي حاد، وتوقف في القلب.
أزمة تضع البلاد على المحك
تشهد لبنان أزمة كبيرة، بسبب تناقص الأدوية والمستلزمات الطبية، ما دفع الصيدليات إلى الإغلاق والتوقف عن بيع الأدوية، وأعلن مصرف لبنان عدم قدرته على مواصلة دعم الدواء. ووصف البعض رحلة البحث عن الأدوية في لبنان بالـ «مضنية». لعدم توافرها رغم البحث في جميع الصيدليات،متهمين الحكومة بالتهاون مع الشركات وتركها تتحكم في الأدوية الضرورية حتى صاروا يتمنون الموت بسبب صعوبات الحياة التي تواجههم في البلاد.
اقرأ أيضا: مصرع عائلة بالكامل بسبب طوابير البنزين في لبنان
فيما يحاول البعض الآخر تأمين ما يحتاجونه من الأدوية، إما عبر الطلب من ذويهم أو أصدقائهم اللبنانيين الموجودين في الخارج إرسال الأدوية لهم، أو عبر منصات التواصل الاجتماعي التي انتشرت عليها مئات المجموعات التي تحاول تأمين الأدوية.
