جبريل محمود.. أصعب المواقف في حياة صياد جثث الغرقى في قنا

جبريل محمود عباس، يعمل في مجال الصيد منذ 14 عاما. كما يعمل في الزراعة وأعمال أخرى أحيانًا في غير مواسم الصيد. كان يلاحظ أثناء تواجده المستمر في نهر النيل وجود جثث غارقة تطفو علي سطح النهر. صار ينتشل الجثث ويتواصل مع الإنقاذ النهري والجهات المعنية، ومع تكرار الأمر أصبح معروفًا كمتطوع لانتشال جثث الغرقى في قنا.
المنشورات التي يتداولها الأهل لصور متغيبين غرقى في نهر النيل، أيًا كان جنسهم أو ديانتهم أو أعمارهم، هي التي كانت تدفع جبريل محمود للتمسك أكثر بقرار التطوع لانتشال جثث الغرقى في قنا ومجابهة أصعب المواقف. وخلال السنوات الماضية، استطاع وحده أن ينتشل قرابة 50 جثة من نهر النيل.
يتابع جبريل محمود مواقع التواصل الاجتماعي، ويتواصل معه أشخاص من كل مكان، يطلبون مساعدته لانتشال جثث الغرقى. لا يتردد في الذهاب إلى أي مكان، وأحيانًا كان يصل إلى أماكن البلاغات قبل وصول فرق الإنقاذ النهري. ثم يبدأ في البحث عن جثة الغريق بعد عقد النية على استخراجه دون تردد أو خوف من المياه أو العمق الذي سينزل إليه، ودون أن يستخدم وسائل الغوص وأنابيب الأكسجين؛ يستطيع أن يحدد مكان الجثة في قاع النهر.
اقرأ أيضًا: قوارب الموت.. جثث الأطفال المهاجرين على الشواطئ الليبية
«استخرجت ما يقارب 50 جثة». تعلم جبريل محمود، أساليب الانقاذ، وانتشال الجثث من النهر، من قيادات الإنقاذ النهري، التي ساعدته، بعدما لاحظت ميله إلى التطوع ومساعدة الأهالي على انتشال جثث الغرقى في قنا، وقدرته على مجابهة أصعب المواقف. ويشير إلى أن أصعب جثة تعامل معها، كانت في منطقة تدعى دنفيق جنوب نقادة، وهي جثة علقت في شجرة أسفل النهر، وكان من الصغب إخراجها، فقد استغرق وقت استخراج الجثة بعد العثور عليها حوالي نصف ساعة.
ومن أصعب المواقف التي عاشها صياد جثث الغرقى في قنا، هي حادثة غرق أسرة انزلقت سيارتهم في نهر النيل من عبارة نقل ركاب وسيارات في مدينة قوص منذ سنوات. لا يستخدم معدات الغطس وينزل إلى أعماق كبيرة من نهر النيل بدون جهاز أكسجين، ولكن في بعض الأحيان كان يستخدم أجهزة من قوات الإنقاذ النهري لسرعة إنجاز البحث عن الضحايا.
وتمنى جبريل محمود، أن يحصل علي وظيفة مناسبة تساعده علي الإنفاق علي أسرته التي تتكون من زوجه و3 أطفال وتوفر دخلًا ثابتًا له بدلًا من العمل في مواسم الصيد والزراعة.