كيف يمكن اغتنام فضائل يوم عرفة؟

ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن يوم عرفة هو أفضل يوم عند الله. وهو اليوم الذي يوافق التاسع من ذي الحجة كل عام. فكيف يمكن اغتنام فضائل يوم عرفة؟
في يوم التاسع من ذي الحجة، تتوافد جموع الحجاج إلى بيت الله الحرام، إلى جبل عرفات الطاهر، على بُعد 22 كيلومتر من مكة المكرمة، ليشهدوا الوقفة الكبرى ويقضوا الركن الأعظم من أركان الحج.

ومن فضائل يوم عرفة، أنه خير يوم طلعت فيه الشمس، كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أن يوم عرفة هو أفضل يوم عند الله، وذلك في الحديث الذي رواه جابر رضي الله عنه عن حبيب الله محمد صلى الله عليه وسلم: «ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثا غبرا ضاحين جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوما أكثر عتقا من النار من يوم عرفة».
اقرأ أيضا: «مفيش حاجة اسمها صيام العشر من ذي الحجة»| تصريحات صادمة لمبروك عطية.. و«الإفتاء» ترد
صيام يوم عرفة
كما أجمع العلماء، أنّ صيام يوم عرفة هو أفضل الصيام في الأيام بعد صيام شهر رمضان، إذ يرى العلماء أنّ فضل يوم عرفة ، أنّه رفعة في درجات العباد عند الله سبحانه وتعالى، وصيامه يكفر ذنوب سنة قبله وذنوب سنة بعده، ويقصد بذلك تكفير الصغائر من الأعمال السيئة دون الكبائر من الذنوب، لكنه مشروطٌ بترك الكبائر.
وأيضا من فضائله أنه يومُ إكمال الدين وإتمامِ النعمة على هذه الأمة، ففي يوم عرفة نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم قوله تعالى: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا».
وعد الله الصادق لعباده
هو وعد الله الصادق لعباده، بعتقهم من النار، فيقول النبي صلى الله عليه وسلم:«ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة». كما أنّ له فضل كبير، بجعله أحد أيام أشهر الحج حيث قال الله عز وجل (الحجُّ أشهُرٌ معلُوماتٌ) وأشهر الحج هي: شوال، ذو القعدة، ذو الحجة.

كذلك يعتبر أحد الأيام العشرة المفضلة في أعمالها على غيرها، من أيام السنة: حيث يقول الرسول صلى الله عليه وسلم : «ما من عمل أزكى عند الله عز وجل ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى قيل: ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء.
النحر والوتر
وقال جابر بن عبدالله، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «والفجر وليال عشر»، قال: «هو الصبح، وعشر النحر، والوتر يوم عرفة، والشفع: يوم النحر».
وعن أبي الزبير عن جابر هو الذي صح عن النبي صل الله عليه وسلم، وهو أصح إسنادا من حديث عمران بن حصين، فيوم عرفة وتر، لأنه تاسعها، ويوم النحر شفع، لأنه عاشرها.
اقرأ أيضا: بالتفاصيل..دار الإفتاء توضح أحكام الأضحية وشروطها
ويوم النحر هو اليوم العاشر من ذي الحجة الموافق أول أيام عيد الأضحى المبارك، ويطلق عليه اسم الحج الأكبر، ويؤدي فيه الحجاج أعمال يوم النحر من رمي الجمرات وطواف الإفاضة والحلق أو التقصير وذبح الهدي، والسعي بين الصفا والمروة لمن عليه سعي، ويسقط السعي في يوم العيد عن حج المفرد، الذي يحج دون أداء عمرة.
دعاء يوم عرفة
للدعاء يوم عرفة شأن عظيم، حيث يقول صلى الله عليه وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير».
كما يجب على المؤمن أن يكثر من الدعاء، وعلى الحاج أن يدعو لنفسه ولإخوانه المسلمين في هذا اليوم العظيم، يسأل ربه فإنه حري بالإجابة، ويكثر من الحمد لله، يثني على الله ويصلي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كل هذا من أسباب الإجابة.
ووصلنا عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه سمع رجلاً يدعو ولم يحمد الله، ولم يصلّ على النبيّ صلى الله عليه وسلم، فقال: «عجل هذا». ثم قال: «إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد ربه والثناء عليه، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم يدعو بما شاء فدل ذلك على أن البدء بالحمد والثناء والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام من أسباب الإجابة».
اقرأ أيضا: إلغاء عيد الأضحى في تونس.. مجرد اقتراح أم سياسة دولة؟
هذا ويجب الإلحاح في الدعاء أيضا، فهو من أسباب الإجابة، كذلك رفع اليدين، فالرسول عليه الصلاة والسلام رفع يديه في دعاء يوم عرفة، فيستحب للحاج في يوم عرفة الإكثار من الذكر والدعاء وملازمة التوبة والاستغفار من جميع الذنوب والخطايا.