مخدر الشابو.. كيف الصعايدة المُدمر يتسبب في مجازر أسرية
تصاعدت مؤخرًا؛ حملات شبابية، ومطالبات عامة بمنع تداول مخدر الشابو، والقضاء عليه، نظرًا لم يسببه من آثار مدمرة في المجتمع. وبسبب مخدر الشابو، قتل أخ أشقاءه الثلاث، وقتل ابن شقيقته وأبناء شقيقته وأمه، وقتل الأخ شقيقه، وقتل الشاب صديقه. وهكذا أصبح مخدر الشابو سلاحًا لارتكاب جرائم عدة، في محافظتي قنا وسوهاج.
يصل سعر مخدر الشابو الأصلي 2000 جنيه للجرام الواحد، وبين 1200 إلى 1400 جنيه للمخدر المقلد. ومع ذلك هناك إقبال شديد عليه من المدمنين، خاصة في صعيد مصر. وسط محاولات أمنية مكثفة لضبط المتهمين ببيع وترويج هذا النوع من المخدرات.
اقرأ أيضًا: فريق «سكة السلامة» داخل المترو.. لتوعية المواطنين بأضرار المخدرات
يُصنع مخدر الشابو في مصانع صغيرة في منازل بالقرى، وتتولى عناصر إجرامية خطرة، عملية البيع والشراء. وسرعان ما أصبح الشابو هو المخدر رقم واحد، بعد أن ابتعد البعض عن تعاطي الأنواع الأخرى مثل البانجو والأفيون والحشيش والأقراص المخدرة مثل الترامادول والتامول.
ورغم الملاحقات الأمنية المستمرة، إلا أنه مازالت بعض العصابات مستمرة أيضًا في ممارسة التجارة المحرمة. ومؤخرًا تم ضبط عدد منهم، ببضاعة قد يتجاوز سعرها نصف المليون جنيه.
يفقد مدمن الشابو وعيه أغلب الوقت، ما يجعله عدائيًا للجميع، خاصة أقاربه. ولذلك ترتفع نسبة الجرائم الأسرية بين مدمني هذا النوع من المخدرات. وفي قرية أبو حزام التابعة لمركز نجع حمادي في محافظة قنا؛ قتل 11 فردًا من أسرة واحدة بطريقة بشعة. وفي «أبو تشت» قتل شابٌ إخوته الثلاث بدم بارد، بعد محاولتهم منعه من تناول الشابو. وفي سوهاج قُتل 5 من أسرة واحدة. فضلًا عن ذبح سائق توك توك على يد مدمن شابو بغرض سرقته في أبوتشت.
كل هذه الجرائم، دفعت الشباب، في تدشين مبادرات، تطالب فيها الأجهزة الأمنية، بسرعة ضبط مروجي مخدر الشابو. وانتشرت لافتات تحذر من خطورة تناول هذا المخدر، عبر السوشيال ميديا، وعلى أسطح السيارات وجدران المباني العامة، لتحث المواطنين على ضرورة تبليغ الشرطة بأماكن مروجي هذا المخدر القاتل.
ارتكب مدمنو الشابو، العديد من الجرائم في الآونة الأخيرة، ما كان سببًا في خراب الكثير من البيوت، واحتدام الخلافات بين العائلات في الصعيد.
يصنع الشابو المخدر من مواد كيميائية خطرة، منها ما هو موجود في «اللمبة النايلو وفانوس السيارات»، ويتم صناعة هذا الشابو من مادة الميثا أمفيتامين التي تعتبر من المنشطات شديدة الإدمان، ويحتوي على مزيج من المواد الكيميائية الخطيرة، التي تعمل في البداية كمنشط للجسم، لكنها تتحول بعد ذلك إلى سلاح فتاك يسبب أضرارًا صحية بالغة، ومن أهم اضراره فقدان الذاكرة، والسلوك العدواني.
يتسبب الشابو المخدر في تحويل المتعاطي له لشخص عدواني، يصاب بالهزل الجسدي ، كما أنه يتسبب في القضاء على الشهية، ويزيد من ضربات القلب والرجفة القلبية، والرعاش والشيخوخة المبكرة، ومن أضراره أيضًا أنه يتسبب في وفاة المتعاطي نفسه، حال حصوله على جرعات كبيرة منه، كما يحول الشخص المتوسط الدخل إلى سارق وقاتل، إذ أنه يكون لديه القدرة على فعل أي شيء من أجل شراء هذا السم القاتل.
اقرأ أيضًا: القاتل الصامت.. 20 قطرة من نبات حب الملوك تؤدي للموت السريع
«إنه ضحية من ضحايا المجتمع». هكذا يقول الدكتور سيد عوض، أستاذ علم الاجتماع في جامعة جنوب الوادي، ويشير إلى أن الشابو يتلف خلايا المخ، ويحفز على ارتكاب الجرائم مثل السرقة أو القتل. مشيرًا إلى هذا المخدر يشكل خطرًا كبيرًا في الخلافات الثأرية بين العائلات في الصعيد، ما ينذر بإراقة الدماء.
ويوضح أستاذ علم الاجتماع: أن على الجميع محاربة هذا الشابو المخدر، وعلى رأسهم الأسرة والمجتمع، والأجهزة الأمنية ، ومراكز الثقافة والصحة والإعلام لتوعية المواطنين بالخطر الداهم الذي يهدد حياة المجتمع، فأذكر جريمة وقعت في أبوتشت، قتل شاب أشقائه الثلاثة، بسبب رفضهم تناوله الشابو، ثم قُتل هو أيضًا بعد ملاحقة الشرطة له لضبطه، فهل يُعقل أن المنزل الذي كانت تملأه الفرحة والسعادة، يتحول في لحظة بسبب الشابو إلى خراب !
ويوضح محمود الشريف، نقيب المحامين بنجع حمادي، أن القانون نص على تغليظ العقوبة لتجار وجالبي المواد المخدرة، والتي تصل إلى الإعدام شنقًا، لافتًا أن قوانين المخدرات واحدة ، وكل فترة يكون هناك تنسيق بين وزارتي الصحة والداخلية لإدراج أدوية بعينها ضمن أدوية ” الجدول”، وبناء عليه يتم تطبيق القانون سواء بالتعاطي أو بالإتجار.
ويشير الشريف، إلى أن عقوبة التعاطي تكون ما بين 24 ساعة و 3 سنوات، وعقوبة الاتجار من 3 سنوات وحتى المؤبد، وعقوبة الجلب تصل إلى الاعدام، حسب ما يترآه القاضي وحسب الكمية المضبوطة وهل هناك سابقة من عدمه في الاتجار، مطالبًا بتعديل قانون الاجراءات الجنائية فيما يتعلق بقوانين المخدرات، من خلال توسيع دائرة الاشتباه، وايضًا دعم الأجهزة الشرطية بأجهزة حديثة لمعرفة مكونا المواد المضبوطة.