قبل ثلاث سنوات؛ تعرض المخرج محمد الأنصاري لأزمة صحية شديدة، فقد بسببها بصره، ولكن بشكل مؤقت. فقد قضى «الأنصاري» عامًا كاملًا، كفيفًا، مصدر إدراكه للعالم هي حاسة اللمس. صحيح أن هذه المحنة قد مرت وتجاوزها «محمد» كثيرًا، لكن أثرها مازال باقيًا في ذهنه، وهي ما دفعته إلى العمل على مسلسل «القضية 404».
يستعد محمد الأنصاري، لطرح مسلسل «القضية 404»، من إخراجه، من خلال قناته الرسمية عبر «يوتيوب». وهو مسلسل تدور أحداثه عن تحديات ذوي القدرات الخاصة، ومعاناتهم اليومية بين القبول والرفض الاجتماعي. جانب من الحياة لابد أن يُروى، لنرى ونعرف كم هي الصعاب التي تواجهها هذه الطائفة، وكيف تتغلب عليها؟
اقرأ أيضًا: آندي العربي.. أول كفيفة تدرّس اللغة اليونانية للمبصرين
حاورت «الناس. نت» مخرج مسلسل «القضية 404»، لمعرفة أسباب ودوافع الفكرة التي تعد الأولى من نوعها. يقول «الإنصاري»: «أعرف أن القصة جديدة، وما يحولها لفكرة مجنونة إن طاقم الممثلين من ذوي الاحتياجات الخاصة. وأنا كنت أقصد ذلك، هم أولى الناس، وأصدقهم عندما يروون قصصهم للناس».
تدور أحداث المسلسل عن أزمات ذوي القدرات الخاصة، وكم التحديات التي يواجهونها في المجتمع. يقول «الأنصاري»: «كانت الخطوة الأولى عن طريق صديقي رامز عباس، وهو أصم وعاشق للكتابة، لذا قررنا أن يكتب هو؛ لكونه واحدا منهم ومر بمعاناتهم، وأن أعمل أنا على الجزء الخاص بالصورة».
«أن تفكر في إقناع أولاد وبنات من ذوي الاحتياجات الخاصة بالحديث عن حياتهم؛ فهي مسألة بسيطة. إنما أن تفكر في إقناع عائلاتهم؛ فهو أمر ليس يسيرًا بالمرة». هكذا يقول «الأنصاري»، ويوضح أنه فوجئ برد فعل الأهالي: «كنت أظن أن الأمر سيقابل بالرفض، لكن ما أن شرحت الفكرة لهم حتى رحب الجميع، وأخبرتهم أن الأمر لن يكون بمقابل مادي. وفوجئت بموافقة أغلبهم في دعم العمل حتى يرى النور. كانت لحظة رائعة، سأظل أتذكرها لسنوات».
اقرأ أيضًا: حنان «أم الأقزام» .. قلب كبير يساع الحبايب
هل تدريب الأطفال والشباب من الهواة، على التمثيل أمرٌ يسير؟ يقول «الأنصاري» إنه عمد إلى تدشين ورشة تمثيل لمدة شهر قبيل البدء في التصوير. يقول: «لم يكن الأمر صعبا، فهم لن يقدموا عرضا تمثيليا بالمعنى. الأمر كله حقيقي، سوف يروون ما مروا به من أزمات وتنمر وفقدان للثقة، سيتحدثون من قلوبهم من أجل أن تصل رسالتهم إلى قلوب المشاهدين مباشرة».
انتهى «الأنصاري» وفريق العمل من تصوير المسلسل المقرر عرضه خلال أيام. وهو عبارة عن عشرة حلقات في قالب درامي، نتعرف من خلالها على المسكوت عنه في حياة ذوي القدرات الخاصة.
