حكايا ناس

لإطفاء نيران الثأر | التضامن توزع مليون جنيه على قريتين بقنا

استكمالاً لدور الاجتماعي في إطفاء نيران الثأر في قرى الصعيد؛ وزعت وزارة التضامن الاجتماعي مليون جنيه على ألف أسرة من قريتي أبو حزام وحمرة الدوم بمركز نجع حمادي بمحافظة قنا، بعد جرائم الثأر الأخيرة التي كشفت ما كان مستوراً من وضع سيء للقريتين.

جريمة بشعة

في بداية يونيو الماضي، نشبت مشاجرة بالأسلحة النارية، بين شخصين راح ضحيتها أحدهما، بسبب خلافات على شراء أسلحة في قرية أبوحزام بنجع حمادي، على الفور أراد أبناء المجني عليه، أخذ ثأره، فخرجوا هم وأقاربهم في حالة هياج، وأطلقوا النيران عشوائيًا على سيارة ميكروباص.

ظن أهل المجني عليه أن السيارة تقل أفراداً من عائلة القاتل، إلا أن السيارة كانت تقل أطفال وعجائز وسيدات من عائلات مختلفة، وأسفر إطلاق النيران على هذه السيارة عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 6 آخرين، وكانت هذه الجريمة من أبشع الجرائم التي حدثت في قنا خلال السنوات الماضية.

بدأت بعضها الأجهزة التنفيذية والأمنية والقيادات الشعبية، في البحث عن حلول، لحل الأزمة ونيران الثأر، التي أرهقت الجميع، وسرعان ما أطلق نواب بمجلسي النواب والشيوخ، مبادرات لإنهاء الخصومة الثأرية في هذا الحادث، والتي لم تكن بين عائلتين فقط، كما هو متعارف عليه، بل كانت بين عائلات مختلفة، استهدف أفرادها نيران الغدر.

التضامن الاجتماعي تساعد قرى الثأر في قنا
التضامن الاجتماعي تساعد قرى الثأر في قنا

كثيرون زاروا القرية، التي عانت طيلة أكثر من نصف قرن، من الإهمال الشديد، هي وقرية «حمرة دوم» المجاورة، والتي تعتبر من القرى التاريخية، التي دمرها الثأر وانتشار الأسلحة والمخدرات، حاول من زار القرية الاستماع إلى الشباب والشيوخ للحد من تفاقم الخلافات واتساع دائرة الدم بين العائلات.

مبادرات لاحتواء الأزمة

وفي جلسات تشاورية استمرت لأكثر من شهر، استمع الزائرون من المبادرين لإنهاء هذه الخصومات وإطفاء نيران الثأر، إلى أطراف الخصومات واعتمدوا على الاستماع للشباب، الذي التحق عدد منهم إلى كليات مختلفة، عكس ما كان عليه من قبل، وكانت جميع متطلبات الأهالي من القريتين، ضرورة الاهتمام بالقريتين، والنهوض بهما.

وطالب أهالي القريتين أيضاً؛ بتوفير كافة احتياجات المواطنين، والبنية التحتية، فهناك طرق غير مرصوفة، وأسلاك عارية، وكهرباء ضعيفة، ومدارس غير مهيئة لاستقبال الطلاب، ووحدات صحية جدران بلا فائدة، بالإضافة إلى عدم وجود مكاتب للبريد أو مراكز للشباب أو شؤون اجتماعية، للحد من سير العجائز على الأقدام لكيلو مترات للوصول إلى أقرب وحدة بقرية الشعانية، فضلًا عن عدم تفعيل دور نقطة الشرطة.

وفي ظل الدعوات التي أطلقها الشباب، للوصول إلى حلول، تنهض بها القريتين، وعدم الصاق بلاد الدم والنار لهما، استمعت الأجهزة التنفيذية لهم، ولأول مرة في تاريخ القريتين، يؤدي محافظ لقنا، صلاة عيد الأضحى مع الأهالي هناك، والذي وعدهم بأن يلبي كافة احتياجاتهم الضرورية، وأن الدولة تقف معهم ولن تتركهم أبدًا.

مساعدات مادية وعينية لقريتين
مساعدات مادية وعينية لقريتين

الشباب أوضحوا، أن القريتين عانتا طيلة السنوات الماضية، بسبب وجود عناصر إجرامية خطرة، وأسلحة ومخدرات، مع مجرمين بعينهم، وهذا ساعدهم في تكوين ثروات لهم، ولكن تناسى البعض أن هناك مئات الأسر، لا يستطيعون اطعام أطفالهم، ولا يمتلكون ثمن العلاج، أو أي وسيلة من وسائل الرفاهية، فهم تحت خط الفقر، بسبب ما مرت به القريتين من أحداث مؤسفة من قبل، استفاد منها المجرم فقط، والذي استطاعت الشرطة ضبط عدد منهم وتصفية آخرين، وخلصت القريتين من شرورهم.

فرحة العيد

واستكمالاً لهذه المبادرات قامت وزارة التضامن الاجتماعي بتوزيع كراتين مواد غذائية على 2000 أسرة وتوزيع 10 أطنان من الدواجن، بواقع 5 كيلو جرام لكل أسرة، و2000 كرتونة مواد غذائية جافة، بواقع كرتونة 12 كيلو جراماً لكل أسرة، و2000 كرتونة عصير ، بإجمالى 54000 عبوة بواقع 27 عبوة لكل أسرة.

وقال حسين الباز، وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بقنا، إن القافلة وزعت 2000 كرتونة ملابس جديدة تحتوى كل منها على 19 قطعة لكل أسرة بإجمالى 38000 قطعة، من صندوق تحيا مصر، على أهالي القريتين قبل العيد.

توزيع مليون جنيه على قريتين قنا
توزيع مليون جنيه على قريتين قنا

وأضاف الباز أنه مع حلول عيد الفطر، تم توزيع مليون جنيه على 1000 أسرة من القريتين، بواقع 500 أسرة من حمرة دوم و500 أسرة من أبو حزام، إذ تم توزيع 1000 جنيه على كل أسرة، و4 كيلو لحوم للأسرة الواحدة، بعد دراسة أحوالهم وعمل أبحاث أكدت احتياجهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى