«كوكو شانيل» فرنسية الأصل وأحد أبرز الشخصيات النسائية على مستوى العالم في صناعة الأزياء والموضة هي مؤسسة العلامة التجارية الأشهر على الإطلاق في عالم الأزياء «شانيل»، جسدت شخصيتها الفنانة شيريهان مؤخرًا في أحدث مسرحية لها بعد غياب دام لأكثر من 30 عاماً.
ورغم شهرتها في جميع أنحاء العالم بهذا الاسم، إلا أن هذا ليس اسمها الحقيقي ،هي «جابرييل بونيور شانيل» ولدت في عام 1883، في منزل فقير، فوالدها كان يعمل فلاحا وبائعا متجولا،فيما أُرسلت إلى دار للأيتام في «دير أوبازين»، هي وأختها في رعاية مع راهبات القلب المقدس بعد وفاة والدتها.
من الغناء للموضة
عاشت «شانيل» في دار للأيتام تعلمت هناك الخياطة بينما كان لها مهنة قصيرة كمغنية قبل افتتاح أول متجر لها لبيع الملابس عام 1910.
ثم تعرفت خلالها على الكثيرين من مديرين الأزياء البارزين مثل «إتيان دي بالسان» الذى اكتشف موهبتها في تصميم القبعات بعد أن نصحها بترك الغناء في المقاهي والاتجاه إلى عالم الأزياء، وسرعان ما انتشرت تصميماتها بين نساء المجمتع الراقي، ما جعلها تنتقل للعيش في باريس عام 1908.
وبالفعل بدأت شانيل مسيرتها المهنية في عالم الأزياء بتصميم القبعات، حتى فتحت أول متجر لها في باريس في عام 1913، وبعدما أصبحت أكثر شعبية، بدأت في بيع الملابس أيضاً ثم افتتحت متجرها الأول عام 1916 وبعدها صالة عرض أزياء راقية بباريس.
وانتشرت تصاميمها سريعا في الأوساط الراقية داخل أوروبا ويرجع ذلك للتناقض في التصميمات فيما نالت عرض حصري لها من شركة النسيج الفرنسية “رودبية” لاستخدام خاماتهم الانسيابية.
لحظة انتقالية
وافتتحت شانيل أول بوتيك لها في باريس في عام 1920 ، وكانت هذه اللحظة الانتقالية في نجاحها، حيث شهد نفس العام ولادة أول عطر لها كان مزيج من العديد من روائح الأزهار، بدلًا من رائحة نوع واحد من الأزهار. وقدمت فستان ليتل بلاك القصير little black المعروف لدى شانيل حتى الآن.
في عام 1929، صممت «شانيل» أول حقيبة والتي اعتبرها الكثيرون فضيحة في عالم الموضة بسبب حمالة اليد الطويلة لأن الأناقة في ذلك الوقت كانت تكمن في حمل الحقيبة باليد، وكانت مستوحاة من حقائب الجنود.
ولم تكتفي كوكو شانيل بالأزياء بل اتجهت للمجوهرات أيضا،لتبدأ ورشة عمل مخصصة لإبداعات المجوهرات، ودمجت فيها الأحجار غير الثمينة مع أنقى المجوهرات.
تراجع مؤقت
وبسبب الركود الاقتصادي في الثلاثينات من القرن الماضي والتي أدت إلى تراجع دار أزياء شانيل، لكن اندلاع الحرب العالمية الثانية كان بمثابة الضربة القاضية لها، حيث أغلقت شركتها ومتاجرها لتعود من جديد إلى عالم الموضة في عام 1954، عندما بلغت من العمر 70 عاما.
فيما انتقدها الكثير معتبرين أنها أسطورة أوشكت على الانتهاء، لكنها عادت لتقديم بدلة نسائية بتصميم رجالي محبوك، حتى تحولت على الفور إلى عنصر أساسي من عناصر الموضة، وكان من أوائل مرتديها السيدة الأولى جاكي كينيدي التي شوهدت كثيرًا في هذه التصاميم، وعلى وجه الخصوص، في يوم مقتل زوجها جون كينيدي.
في عام 1969، أصبحت قصة حياة شانيل الرائعة هي الأساس لمسرحية برادواي الموسيقية حتى ودعت العالم في 10 كانون الأول 1971، في شقتها في فندق الريتز.
جدير بالذكر أن «العدل جروب» قدمت في أول أيام عيد الأضحى المبارك، المسرحية الاستعراضية الضخمة كوكو شانيل للنجمة المتألقة شيريهان ، بتقنيات عالمية يشهدها المسرح العربي للمرة الأولى، عبر منصة «شاهد».
