حكايا ناس

فهمي عمر.. مذيع ثورة 23 يوليو وأشهر صعيدي عرفه الميكروفون

في صباح 23 يوليو 1952، بدأ الإذاعي فهمي عمر، الفترة الإذاعية الصباحية قائلًا: «سيداتي سادتي، دقت جامعة الملك فؤاد السابعة والنصف من صباح الأربعاء، وإليكم نشرة الأخبار نستهلها ببيان القوات المسلحة، يلقيه مندوب القيادة». وبعد تلك المقدمة، أذاع الرئيس الراحل محمد أنور السادات، بيان الثورة، ليكون فهمي عمر شاهدًا على ثورة غيرت مصر.

مجلس قيادة ضباط الثورة

فضلًا عن كونه إذاعيًا، ورئيسًا للإذاعة المصرية فيما بعد، إلا أنه في محافظة قنا، يُعرف فهمي عمر بـ «الحكيم». وينتمي إلى قبيلة هوارة، وأجمعت على حبه وتقديره القبائل الأخرى في قنا. فهو قادر على حل الخلافات، ووقف المشاحانات بين القبائل، بحكمته وفطنته وشخصيته التي مكنته أن يكون رئيسًا شرفيًا لمجلس القبائل العربية، والذي تم تشكيله عقب ثورة 30 يونيو، للوقوف بجانب مؤسسات الدولة وحل المشكلات بين أبناء القبائل في جميع أنحاء مصر.

وصفه الرئيس عبد الفتاح السيسي، بـ «كبير المقام»، وقال عنه في أحد المؤتمرات الداعمة له قبل الانتخابات الرئاسية: «يا أستاذ فهمي؛ أنت كبير المقام، وكلامك كله بنقدره ونحترمه».

"<yoastmark

نال فهمي عمر، أشهر صعيدي عرفه ميكروفون الإذاعة، وحفيد شيخ العرب همام، تقدير الجميع في مصر والوطن العربي، وعرف بـ «شيخ الإذاعيين». ولكنه نال من مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك، جانبًا من السخرية والتهكم، على الرغم من أن فهمي عمر يعد أحد أشد المؤيدين لنادي الزمالك. ونتيجة لهذه السخرية غير المبررة من مرتضى منصور، دشنت قبائل الصعيد، حملة «كلنا فهمي عمر»، وطالبوا بمحاسبة رئيس نادي زمالك، في الوقت الذي امتنع فيه «شيخ الإذاعيين» عن الرد.

بيان قبائل هوارة لمساندة فهمي عمر

ولد في السادس من شهر مارس عام 1928، وهو أحد أبناء قبلية الهمامية في نجع حمادي، التحق بمدرسة دشنا الإعدادية التي تبعد عن قريته قرابة 15 كيلو، ثم مدرسة قنا الثانوية، والتحق بعدها بكلية الحقوق. وعقب تخرجه تقدّم لاختبارات الإذاعة المصرية، وعُيّن في وظيفة مذيع ميكروفون في 1950.

ترشح الإذاعي فهمي عمر، لعضوية مجلس الشعب في عام 1987، قبل عام واحد من بلوغه سن المعاش. وظل نائبًا في البرلمان منذ الدورة الأولى لترشحه التي نجح فيها باكتساح، حتى عام 2002. ورغم أنه يقطن حاليًا في القاهرة، إلا أنه مازال يتردد على قريته في نجع حمادي لقاء إجازاته هناك، حينها يتحلق حوله أبناء القرية من الكبار والصغار، ويستمعون إلى ما لديه من قصص وحكايات لا تنتهي عن فترة عريضة من تاريخ مصر، كان شاهدًا عليها بكل انكساراتها وانتصاراتها. 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى