لايف ستايل

أوين مارشال: القصة الأكثر رعبا في نيوزلندا تعرف طريقها للسينما

في عام 1995؛ وضع الكاتب النيوزرلندي أوين مارشال قصة قصيرة بعنوان «العودة إلى المنزل في الظلام». ولقد راجت تلك القصة في وقتها، وأثارت مخاوف القراء، وتسببت في عدد من الحوادث المؤسفة. وصارت تتداول الصحف والمجلات من حين لآخر اختفاء بعض الأشخاص، أو انتحارهم، وعندم يتم سؤال أقاربهم عن آخر شيء فعلوه، يقولون: كان قد اقتنى مؤخرًا كتابًا بعنوان العودة إلى المنزل في الظلام.

وبعد مرور أكثر من ربع قرن على صدور قصة أوين مارشال المثيرة؛ ينجح المخرج النيوزلندي James Ashcroft، في تحويل تلك القصة إلى فيلم سينمائي طويل بنفس الاسم «Coming home in the dark»، والذي أعد له السيناريو بنفسه بالتعاون مع المؤلف الأصلي أوين مارشال. ومن المرتقب أن يبدأ العرض الأول للفيلم في صالات عرض كانتربيري يوم 12 أغسطس القادم. فهل يعيد الفيلم المخاوف القديمة التي تركتها القصة القصيرة في نفوس القراء؟

بوستر فيلم العودة إلى المنزل في الظلام
بوستر فيلم العودة إلى المنزل في الظلام

«إنها قصة سيئة. ومن المفترض أن تكون قصة سيئة». هكذا كتب الروائي والكاتب المسرحي النيوزلندي ديفيد هيل، سابقًا، عن قصة العودة إلى المنزل في الظلام. موضحًا: «أعني أن جزءًا من عمل الكاتب هو الذهاب إلى الجانب المظلم، والجانب المضيء معًا، وليس الذهاب إلى الظلام والاستقرار فيه». ويضيف ديفيد هيل: «إنها واحدة من أكثر القصص ترويعًا في أدبنا».

اقرأ أيضًا: فيلم «الأب».. لماذا لا يتخلص العالم من العجائز؟

يصف المخرج أشكروفت تلك القصة بأنها عمل أدبي أقل ما يوصف بأنه وحشي و شاعري في نفس الوقت، على عكس أي شيء آخر قرأه في الأدب النيوزيلندي. ويقول: «التقطتُ القصة من مكتبة للكتب القديمة، أهملتها لفترة لكنني كنت أشعر أنها تطاردني، حتي انتهيت من قرائتها في دقائق، لكنني بمجرد ما أنهيتها شعرتُ أنني دخلت متاهة نفسية لا أستطيع الخروج منها. وهكذا ظلت تصطادني لسنوات طويلة، لم أكف يوما عن قراءتها والتفكير فيها».

المخرج جيمس أشكروفيت
Coming Home in the Dark director James Ashcroft views a take while filming in Upper Hutt.

شارك فيلم «العودة إلى المنزل في الظلام»، في مهرجان «صندانس» السينمائي في بداية عام 2021. واصطحب أوين مارشال زوجته لمشاهدة الفيلم الأول المأخوذ عن قصته القصيرة الأكثر شهرة وانتشارًا. وفي الصف الأول بجانب طاقم الممثلين والنقاد والصحفيين، أمسك يدها بطريقة رومانسية وقال: «إنني أشعرُ بالرضا الآن».

اقرأ أيضًا: المخرجة حياة الجويلي تفوز بجائزة مهرجان طرابلس للفيلم القصير

يقول أوين مارشال: «أعتقد أنه كان فيلمًا جيدًا. لقد قام أشكروفيت بعمل جيد للفيلم، وكان التصوير السينمائي مثيرًا للإعجاب. ويمكنني أن أضيف أن زوايا الكاميرا وبعد اللقطات الخاصة جدًا عبرت عن الجزء الوحشي الكامن عميقًا في الإنسان».

فيلم العودة إلى المنزل في الظلام
لقطة من فيلم العودة إلى المنزل في الظلام

تدور أحداث فيلم «Coming Home in the Dark»، مدرس يجد نفسه مجبرًا لمواجهة فعل وحشي من ماضيه. وعلى غرار ذلك يتعرض هو وعائلته للخطف من قبل رجلين مسلحين، يقرران اصطحابهما في رحلة برية قاسية، وخلالها يشهد الجميع عددًا من الأحداث المروعة، بعيدًا عن أية أعراف، أو تقاليد، أو قانون.

اقرأ أيضًا: محمود المليجي.. شرير السينما الذي فقد شعره بسبب أكلة جمبري

«لا أعرف لماذا يخاف الناس من كتاباتي». هكذا يقول أوين مارشال، مشيرًا إلى إن الأمر قد يتعلق بالعنف العشوائي المنتشر حولنا، عندما تكون العائلة في المكان الخطأ وفي الوقت الخطأ. إنه جانب مؤسف في المجتمع نشأ من قراءة أخبار الحوادث عن أشخاص تحت تأثير اقتحام منزل شخص ما ومهاجمته.

أوين مارشال: القصة الأكثر رعبا في نيوزلندا تعرف طريقها إلى شاشة السينما
أوين مارشال في مكتبه

يقول أوين مارشال، إن المخرج أشكروفيت أكثر شجاعة مني، لسبب بسيط للغاية، فالكاتب ليس لديه طوال الوقت ما يخاطر به، إنما الاعتبارات المادية، تضع عائلة كبيرة من الفنانين والعاملين، وربما مصير الصناعة السينمائية كلها في رقبتك وأنت تقدم على تنفيذ هذه القصة البائسة.

اقرأ أيضًا: نجمة فيلم «inception» تخضع لعملية تحويل جنس

يقول أوين مارشال: «السرد والسينما لهما طريقان مختلفان، لكن نتيجتهما واحدة. فالمخرج والكاتب كلاهما متورط في جريمة إنسانية غير مرئية، عندما ينتجان الفن الخاص بهما».

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى