روان بركات.. أول كفيفة تدرس فنون المسرح وتخدم 150 ألف طفل
تُعد برامج الأطفال المرئية وألعاب الحاسوب هي المشهد الأبرز في حياة الأطفال، وكان المحتوى الصوتي باللغة العربية قليلاً جدًا. ومع دراستها لفنون المسرح؛ أدركت روان بركات أهمية القصص المسموعة للأطفال، وانطلقت في تأسيس مؤسسة «رنين»، والتي أصبحت خلال 12 عامًا؛ واحدة من أكبر وأهم المنظومات التعليمية المتكاملة، التي تركز على تنمية مهارات الاستماع والتواصل عند الأطفال، وتعزيز قيم تقبل الآخر.
«المسرح نقطة تحول في حياتي». هكذا تقول روان بركات، موضحة أنها عندما قررت أن تدرس الفنون المسرحية في الجامعة، اكتشفت أنها تكتسب مهارات جديدة مثل الإلقاء، والتواصل مع الآخرين، إضافة إلى تعزيز قدرتها على العمل الجماعي. «المسرح مجال ساحر، يكسبك الثقة في نفسك في جزء من الثانية».
تقول روان بركات: «سرعان ما أصبحتُ أول كفيفة تتم دراسة الفنون المسرحية في الأردن. لقد تعلمت الكثير عن المسرح، وعلمني المسرح الكثير عن الحياة. إن مجرد الوقوف خشبة المسرح أمر ساحر؛ يكسبك الثقة في نفسك في جزء من الثانية. وفي نفس الوقت يعلمك الصبر والالتزام، والخيال والقدرة على الحديث أمام الكاميرا والجمهور بقوة».
اقرأ أيضًا: آندي العربي.. أول كفيفة تدرّس اللغة اليونانية للمبصرين
لم تكن طفولة روان بركات مختلفة عن باقي الجيران بشكل كبير، فقد منحتها عائلتها محبة كبيرة وقدرة على فهم أعماقها، وهو ما حسن مهارات التواصل لديها، ورسخ في ذهنها شعورًا بأنها مختلفة، وليست معاقة. تم إيداعها في مدرسة خاصة بالمكفوفين، وسرعان ما صار مسموحًا لها السفر وتمثيل الأردن في الملتقيات الدولية. إنه إنجاز كبير ساعدتني أسرتي في تحقيقه.
«رنين» تخدم 150 ألف طفل
قبل 12 عاما؛ أسست روان بركات شركة «رنين»، لتنمية مهارات الاستماع لدى الأطفال. وأشارت إلى أن عدم توافر دعم مادي لم يقف عقبة في تنفيذ مبادرتها، بل وبمشاركة من آمنوا بفكرتها. وهكذا أنتجت «رنين» 13 قصة مسموعة للأطفال، بمشاركة ممثلين تطوعوا لإنتاج تلك القصص. وفي عام 2009؛ حازت روان بركات على جائزة الملك عبد الله الثاني، ومن بعدها تحولت “رنين” من حلم إلى مشروع على الأرض.
اقرأ أيضًا: جيسيكا لوزر.. أمريكية كفيفة تفوز في بطولة الشطرنج
أنتجت «رنين»؛ 52 قصة صوتية، بمعدل 430 دقيقة. وبلغ عدد إنتاجها خلال السنوات الماضية حوالي 400 كتاب صوتي، في 400 مدرسة ومركز مجتمعي. وقد ساهمت «رنين» في تدريب 2000 معلم ومعلمة، وتنفيذ حوالي 15 ألف حصة استماع، لأكثر من 150 ألف طفل داخل الأردن.