حكايا ناس

الخير في حياته وبعد مماته.. شباب قنا ودعوا «القبطان» بمبادرات إنسانية

هو «القبطان» الذي جاب قرى الجمهورية، مكافحا وفاعلا للخير. كان إسعاد البسطاء والفقراء ورسم البهجة على قلوبهم ووجوههم، ساعيا للخير وبكثافة.

في سنوات قليلة، لمع اسم «القبطان» في عالم الخير بقنا، وكان يكدح ليل نهار، كأنهم كان يعمل لآخرته ويعلم أنه سيفارق الحياة قريبا بعد أعمال الخير الكثيرة.

فاعل الخير

غيب الموت المهندس محمد عبد النعيم حافظ، صاحب الثلاثين ربيعا، وفاعل الخير في قنا والساعي له، بعد رحلة صراع مع فيروس كورونا المستجد.

محمد عبد النعيم حافظ، مهندس، يطلق عليه هنا في قنا «قبطان الخير» وينتمي لعائلة الدوادوة التابعة لقبيلة القليعات في أبوتشت. عاش حياته في خدمة الغير. وكان عشقه الوحيد هو أن يرى الفرحة في وجوه البسطاء.

وهب حياته لرسم البهجة على وجوه البسطاء، فكان خادما لهم. يعمل دائما من أجل توفير احتياجاتهم. فهناك يتيمات وفقيرات تزوجن على يده. وأسر كانت تسكن في العراء، تسترت، وفقراء كان لهم يد العون التي تساعدهم في حياتهم.

اقرأ أيضا: إيرين قديس.. أول سيدة تقود العجلة في شوارع قنا

وصيته الأخيرة

تزوج «قبطان الخير» منذ قرابة عام، وأنجب طفلة. ثم أصيب بفيروس كورونا منذ قرابة 4 أشهر. دخل على إثرها مستشفى الصدر. ومنه تم تحويله إلى مستشفى خاص بالأقصر. حيث استلزم أن يتم وضعه في عناية مركزة لتدهور حالته.

مكث هناك قرابة 10 أيام، وكأنه كان يعلم أنه سيموت. فكتب وصيته قبل وفاته بأربعة أشهر. والتي كانت تتمثل في رعاية ابنته الرضيعة بعد وفاته. ثم خرج من المستشفى الخاص. ودخل الرعاية المركزة في مستشفى قفط التعليمي المخصصة لعزل حالات كورونا بقنا.

اقرأ أيضا: جبريل محمود.. أصعب المواقف في حياة صياد جثث الغرقى في قنا

وائل الإبراشي ودلال عبد العزيز

تلقى «القبطان» هناك العلاج،  وبعد أيام تحولت ايجابية إصابته بالفيروس إلى سلبية. فتم نقله إلى مستشفى قنا الجامعي ليدخل الرعاية المركزة بسبب وجود تليف في الرئتين، وقتها أجمع الأطباء أن حالته أشبه بحالة الفنانة الكبيرة دلال عبد العزيز والإعلامي وائل الإبراشي.

تدهورت حالة «القبطان» في الأيام الأخيرة، حتى توفي متأثرا بمرضه، وخيم الحزن على أبناء قنا، في ليلة بكت فيها المحافظة على رحيله، وشيعوا جثمانه في جنازة مهيبة إلى مثواه الأخير.

اقرأ أيضا: المعلمة نورا.. أول جزارة في قنا

المهندس الشاب، اشتهر بين أقرانه بحب الخير والإبداع فيه، لم يقتصر دوره على تنظيم الأعمال الخيرية. وكان يصر على حمل المساعدات العينية والإنسانية على كاهله، وإيصالها إلى أصحابها بنفسه.

مواقف متنوعة

توثق الصور الفوتوغرافية الملتقطة للمهندس الراحل مواقف متنوعة لفعل الخيرات، حتى أن أصحابه وهم يتداولون صورة له يحمل فيها فوق ظهره جوالا من المواد الغذائية، وأخرى له وهو يعمل بيديه في إنشاء مسكن لأسرة فقيرة، كأنهم يقاربون بينه وبين أصحاب القامات الكبيرة من الصحابة والتابعين.

من اعماله الخيرية
من أعماله الخيرية

ظل المهندس الشاب محمد حافظ، بشوش الوجه باسم الثغر مقبلا على الخير، طوال أيام عمره القصيرة. وكأنه كان يشعر بقرب الرحيل من الدنيا الفانية وقرب اللقاء برب الأرض والسماء.

من أعمال الخير
من أعمال الخير

خيم الحزن على محبي الفتى الشاب ومريديه، أولئك الذين كتب الله لهم أن يتدربوا على فعل الخيرات على يديه، فاتشحت مواقع التواصل الاجتماعي بالسواد حزنا عليه، فنعاه من لم يعرفه قبل الذين عرفوه.

وشيع الآلاف من أبناء محافظة قنا فاعل الخير وعريس السماء في جنازة مهيبة إلى مثواه الأخير، وكأنهم يزفونه من جديد إلى رحاب جنة ربه ورضاه.

تشييع الجثمان
تشييع الجثمان

بعد وفاته بلحظات أطلق أصدقائه مبادرات صدقة على روحه تحمل اسمه وتخلد ذكراه الطيبة ليستمر الخير بعد وفاته.

تضمنت مبادرات الخير حفر آبار، وقافلة لزواج 50 عروس من الفقراء واليتيمات، وسقف 30 منزل لأسر فقيرة في سيناء،  ووجبات للفقراء، وتركيب وصلات مياه للفقراء في ربوع مصر، مؤكدين أن القوافل على روحه الطاهرة مستمرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى