حكايا ناس

أطفال الحروب حاضرون في 150 لوحة بمعرض «ديفلاغراسيون»

تشهد مدينة مرسيليا حدثًا تاريخيا هذه الأيام، وهو معرض «ديفلاغراسيون»، الذي يعرض لوحات تتناول حكايات لأطفال عايشوا قرناً من النزاعات في مختلف أنحاء العالم، بداية من الحرب العالمية الثانية إلى نزوح الروهينغا في بورما.

يتواجد في المعرض أكثر من 150 عملاً لأطفال في مناطق تشهد حروباً، تروي بواسطة الرسم أحداث العنف والجرائم الجماعية التي وقعت في العقود المنصرمة، من معسكرات الاعتقال في أوشفيتز في بولندا، إلى المجازر في قرى دارفور بغرب السودان.

جمع الرسوم

جُمِعَت هذه الرسوم وجرى اختيارها منذ عام 2013 من المتاحف والمؤسسات والمنظمات غير الحكومية والمكتبات بالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.

كما تشهد هذه الأعمال الفنية مختلف مراحل الصراعات، بما فيها من قصف ونهب واغتيالات وتهجير عائلات، ومشاهد رعب لا يستطيع الأطفال التعبير عنها بالكلمات، فيرسمونها.

ومن جانبها تقول أمينة معرض «ديفلاغراسيون» زيران س. جيراردو، أن هؤلاء الأطفال «ضحايا، لكنهم شهود أيضاً». بقلم رصاص في أيديهم، يبتدعون «أعمالاً تشكّل ذاكرة».

وأضافت أن لحظات الإعدام أو النهب والاغتيالات لا تُصَوَّر فوتوغرافيا أو بالفيديو في كثير من الأحيان، وبالتالي الرسوم تعوّض تالياً مفهوم «الصورة الناقصة» التي يتحدث عنها أوليفييه بيركو.

وينطبق ذلك على رسم حصلت عليه منظمة اليونيسف نفذه صبي من أقلية الروهينغا المسلمة المضطهدة في بورما.

فهذا الصبي اللاجئ في مخيم في بنغلاديش، يمثّل بقلمه عمليات الإعدام التي شهدها، من خلال رسوم ظلية لجنود، مخربشة باللون الأخضر، يطلقون النار ويقطعون رؤوس رجال ونساء وأطفال ملطخين بالدماء ذات اللون الأرجواني.

أحد لوحات المعرض
أحد لوحات المعرض

الجزء الخلفي

أما في الجزء الخلفي من قاعة المعرض، يرتفع صوت يجذب الزوار. إنه صوت فرنسواز إيريتييه، عالمة الأعراق والأنثروبولوجيا التي توفيت عام 2017، وهي تفكك في مقطع فيديو رموز رسم ملون ودقيق بشكل مدهش، حصلت عليه المنظمة غير الحكومية «ويدجينغ بيس».

وفي هذا الرسم دبابات ومركبات مزودة مدافع رشاشة وأكواخ تقصفها الطائرات ورجل مقطوع الرأس على الأرض.

ويوثق هذا العمل الذي رسمه طفل يبلغ من العمر تسع سنوات الهجوم الذي شن على قريته في دارفور عام 2003 ويصف أساليب الإعدام التي اتبعت خلالها.

وستبقى هذه الأعمال معروضة في معرض «ديفلاغراسيون» إلى نهاية أغسطس . كذلك، تأمل زيران س. جيراردي في أن تكون هذه الرسوم يوماً «عناصر توفر معلومات» عن ظروف قضايا ينبغي أن تنظر فيها المحكمة الجنائية الدولية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى