في ورشة أسست منذ ستينات القرن الماضي في منطقة بالقرب من حديقة الفسطاط بالقاهرة، يعكف شريف اليسارجي، وعدد من العمال على إصلاح سيارات، وفي غرفة أخرى ملحقة بالورشة ترقد سيارة بونتياك كاتالينا، التي ظهرت عام 1963، ونجح اليسارجي وفريق عمله في تجديدها لكي تصلح للقيادة مجددا.
كعروس تتجهز للقاء عريسها، بدت «بونتياك كاتالينا» ناصعة ولامعة، حمراء براقة تخطف العين بالحجم، وتعيد إلى ناظرها نوستالجيا ارتبطت بالسيارات الكلاسيكية.
كان صاحب السيارة المتهالكة نجل عباس محمد قورة، ووكيل وزارة الزراعة المصرية سابقًا، يهوى اقتناء السيارات الكلاسيكية والنادرة، وكانت هذه السيارة ذات مكانه خاصة لديه لذلك تواصل قبل عام مع ورشة اليسارجي من أجل التواصل لإصلاح «بونتياك كاتالينا» لتعود إلى الحياة بعد 30 عام من عدم الاستعمال ، وكان يأتي كل عدة أشهر ليشاهد مدى التجديد فيها.
الوحيدة في العالم العربي
والسيارة القادمة من أحد أفراد العائلة المالكة في الكويت لعائلة قورة، ظلت في مصر منذ 30 عاما تقريبا، ولم يتبق من «بونتياك كاتالينا» في دول العالم سوى عدد لا يزيد عن أصابع اليد الواحدة، وهي الوحيدة بينها التي تتمتع بحالة جيدة ويمكن قيادتها على الطرقات، وأكد شريف اليسارجي، في حديثه لـ”الناس.نت”، إنها الوحيدة في العالم العربي، ولها عدد محدود في العالم.
عكف العمال على إصلاح السيارة لما يقرب من 7شهور، وذلك بجانب عملهم في سيارات أخرى. يحكي اليسارجي أن العربية كانت بها بارومة (تآكل الصاج بسبب الصدأ) كثيرة وتحتاج لإصلاحات، كما اضطر فريق العمل إلى استيراد عدد من قطع الغيار من الخارج، وبعضها صُنع “عمولة” على اليد مثل الزجاج الخلفي الذي كان مدمرا بعد سقوط شجرة عليه.
ورغم ذلك، يبوح اليسارجي أن السيارة كانت بها قطع غيار صالحة للعمل؛ لأصالة صناعتها، التي تنتمي للولايات المتحدة الأمريكية، كما أنها تمتاز بفوانيس عمودية والذي يجعل لها مظهرا قويا، وتتميز بمقاعد وثيرة.
وبحسب موقع «كلاسيك كارز» الأميركي، تقدر سيارة «بونتياك كاتالينا» بحوالي 32 ألف دولار أميركي (قرابة خمسمائة وثلاثة آلاف جنيه مصري). وفازت كاتالينا بجائزة أجمل تصميم لسيارة في عام 1963، وترجع أهميتها التاريخية إلى كونها تم إدراجها كواحدة من التصميمات الأكثر تأثيرًا في تاريخ صناعة السيارات في الولايات المتحدة وأحد أكثر التصميمات نجاحا في خمسينات وستينات القرن الماضي.
التجديدات فاقت توقعات صاحب السيارة، وفقا لليسارجي، كما حصلت الصور الجديدة للسيارة على إشادات من عدد كبير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يقول اليسارجي :”تعليقات كثيرة إيجابية وصلتنا من داخل مصر وخارجها. هذا أبهجنا وشعرنا بقيمة مجهودنا”.