رحلة من الآلام.. حكايات وجع الأمهات مع «ملخ الولادة»

الانجاب هو حلم كل فتاة وشاب، وفترة الحمل تحتاج إلى تعامل خاص من الأب والأم، حتى لا يحدث تأثير سلبي على الجنين، إلا أن الكثير من السيدات يتعرضن لما يسمى بـ«ملخ الولادة» عند ميلاد الجنين، الأمر الذي يعرض الطفل للخطر.
في هذه السطور نروي قصص وتجارب بعض الأمهات، مع«ملخ الولادة»، ووسائل التغلب على هذا العرض الصحي الخطير.
تعثر الأطباء
لم تكن الحالة الصحية لوالدة مؤمن محمد مستقرة عند ولادة ابنها، حيث تعثر الأطباء في إجراء العملية الجراحية، إلى أن ولدت طفل بوزن 5 كيلو جرامات، وأصيب الجنين بما يسمى بـ«ملخ الولادة» في ذراعه الأيسر.
كانت حياة الطفل في خطر، ومع تكرار احتجازه داخل المستشفى لتلقي العلاج، كان قد استنفذ الطاقم الطبي كل الوسائل لعلاجه، ليكن العلاج خارج مصر، لكن بتكلفة عالية.
تحكي الأم : «الولادة كانت صعبة وكانوا خايفين يحصل حاجة لينا إحنا الاتنين، وربنا أراد إنه يوصل بسلام على الدنيا، لكن الطفل أصيب بملخ الولادة، ودراعه بقى معووج، رغم محاولات الأطباء المتكررة للعلاج الطبيعي».
رضت «أم مؤمن»، بما قسمه الله لها، وحمدته على ما رزقت به، وقررت التعامل مع حالة ابنها الصحية بحكمة، حتى قدمت له في الألعاب الرياضية: «ابني بطل وواخد ميداليات كتيرة في ألعاب القوى».

«دينا» عاشت وابنها مات
أما حكاية دينا قريبة للغرابه منها للعقلانية، حيث شاء القدر أن تولد بـ«ملخ الولادة»، نتيجة تعرضها لخطأ طبي أثناء ولادتها طبيعيا.
إذ كان وزن دينا مجدي، 33 عاما، وقت ولادتها المتعسرة، 6 كيلو جرامات: «اتولدت طبيعي وحصلي قطع في وترين عصبيين في ذراعي الأيمن»، وأقر الأطباء علاجا طبيعيا بالكهرباء 3 مرات أسبوعيا.
وأحيانا 6 جلسات في اليوم الواحد، ومرت الأيام وتزوجت، وتعرضت في أثناء ولادة طفلها لنفس الواقعة، إذ أصيب هو الآخر بـ«ملخ الولادة»، لكنه توفي بعد 10 أيام من الولادة، نتيجة إصابته بضمور في العضلات.
13 عاما من العذاب
ننتقل بعد ذلك إلى رحلة طويلة من الآلام مدتها 13 عامًا، عاشتها المراهقة رضوى محمود، هي ووالدتها، إذ ترددت على الكثير من الأطباء، بعدما أُصيبت بهذا الملخ عند ميلاد ابنها، ونصحوها بضرورة عمل علاج طبيعي، لكن نسبة التحسن لم تكن كبيرة.
تقول الأم: «كان التدخل الجراحي ليس خيارًا أو رفاهية، إذ خضعت ابنتي للعملية قبل بلوغها 6 أشهر، لكن دون جدوى، لأنها عانت من قطع كامل في الضفيرة العصبية، وقامت بإجراء عملية زراعة أعصاب».