في اليوم العالمي للترجمة.. أخطاء لغوية غيرت مجرى البشرية
يحتفل العالم اليوم 30 سبتمبر باليوم العالمي للترجمة، ذلك اليوم الذي تعتبره الأمم المتحدة فرصة للإشادة بعمل المتخصصين في اللغة، الذين يلعبون دورا مهما في التقريب بين الدول، وتسهيل الحوار والتفاهم والتعاون، والمساهمة في التنمية وتعزيز السلام والأمن العالميين.
لغات العالم
وفي اليوم العالمي للترجمة قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير لها أن العالم به 7102 لغة، وتتصدر قارة آسيا القائمة بـ 2301 لغة، وتتبعها قارة أفريقيا بـ 2138 لغة.
وهناك حوالي 1300 لغة في المحيط الهادئ، و 1064 في أمريكا الجنوبية والشمالية، فيما تحتل أوروبا المرتبة الأخيرة بـ 286 لغة فقط على الرغم من دولها القومية.
ومن هذا المنطلق تلعب الترجمة دورا مهما وحيويا في حياتنا وتواصلنا مع بعضنا البعض، ولكن ماذا عن أخطاء الترجمة وتداعياتها؟.
حرب فيتنام
وفي اليوم العالمي للترجمة نروي إحدى اللحظات المؤسفة في تاريخ الولايات المتحدة هي مشاركتها غير المرغوب فيها في حرب فيتنام.. وقد تم رصد عدد لا يحصى من الترجمة الخاطئة حيث تم الإبلاغ عن تزوير وثائق وإتلافها بعد نقلها إلى اللغة الإنجليزية.
ففي عام 1964، ذكر تقرير مفصل أن القوات الفيتنامية الشمالية هاجمت السفن الأمريكية في خليج تولكين مرتين.. وأثار الهجوم انتقاما من الحكومة الأمريكية، لكن الشيء المجنون هو أن الضربة الثانية لم تحدث أبدا، وقد نتج ذلك عن خطأ في الترجمة.
وتكشف التقارير الواردة من صحيفة نيويورك تايمز أن وكالة الأمن القومي أخطأت في الواقع في ترجمة المعلومات الاستخباراتية الواردة من شمال فيتنام.
واستمرت الحرب بعد ذلك على إستناد خاطئ لحجم العنف المتضمن في هذه القضية، مما أدى إلى مقتل مئات الآلاف من الجانبين في فيتنام.
عيد الحب بالياباني
وفي اليابان أيضا، كان هناك خطأ في الترجمة ولكنه صب في مصلحة شركات الشيكولاتة ولاحقا المجوهرات والهدايا الثمينة.
ففي عام 1968 أرادت شركة شيكولاتة يابانية الترويج لعيد الحب في اليابان والذي اثبت نجاحه كأداة تسويقية في أمريكا، لكن بسبب خطأ في الترجمة قامت الدعاية لعيد الحب في اليابان على أن تهدي النساء الشيكولاتة للرجال وليس العكس.
فانطلقت حملات التسويق التي تشجع فكرة «غيري شيكو» أو الشيكولاتة الإلزامية التي تقدمها المرأة للآخرين المهمين في حياتها.. وكانت الترجمة الخاطئة جاءت بنهاية سعيدة للشركة، فلم يكن الأمر كذلك مع عملائها من الرجال.
حرب العوالم
عندما شرع عالم الفضاء الإيطالي جيوفاني فيرجينيو شياباريللي في رسم خارطة كوكب المريخ عام 1877، أثار عن غير قصد حالة كاملة من الخيال العلمي.
فقد قال العالم الذي كان مديرا لمركز بريرا للمراقبة في ميلان عن المناطق المعتمة والمضاءة على سطح المريخ إنها بحار و قارات، واصفا ما اعتقد أنها قنوات بالكلمة الإيطالية canali.
ولسوء الحظ ترجم نظراؤه تلك الكلمة على أنها تعني قنوات مائية كالتي يشقها البشر على سطح الأرض، مطلقين بذلك نظرية تقول إن وراء هذه القنوات نوع من الذكاء الصادر عن شكل من أشكال الحياة على المريخ.
وقد عمد عالم الفضاء الأمريكي بيرسيفال لويل الذي اقتنع بأن هذه القنوات حقيقية، إلى رسم المئات منها بين عامي 1894 و 1895. ونشر على مدى عشرين عاما ثلاثة كتب عن كوكب المريخ تضمنت رسوما توضيحية تظهر ما اعتقد أنها منشآت بناها مهندسون ألمعيون لنقل الماء. ونشر أحد الكتاب المتأثرين بنظريات لويل كتاباً عن سكان المريخ الأذكياء.
غلطة بـ 71 مليون دولار
كان ويلي راميريز في حالة غيبوبة عندما تم إدخاله إلى مستشفى في فلوريدا في عام 1980، وكان والداه يحاولان وصف حالة طفلهما لطبيبه المعالج، الذي للأسف لم يستطع فهم كلمة واحدة من الإسبانية، فبدأ موظف بالمستشفى ثنائي اللغة في ترجمة كلمات الوالدين للأطباء.
وجاء الحادث المأساوي من كلمة واحدة فقط هي “المسكرات” والتي ترجمها الموظفون على أنها “ثمل”. ومع ذلك فإن حالة راميريز الفعلية كانت الإصابة بـ “التسمم” مما أحدث فرقا كبيرا من حيث الأدوية التي تم إعطاؤها له.
وكانت الأسرة تحاول أن تقول إن ويلي قد تسمم ، وليس في حالة جرعة زائدة من المخدرات.
وقد أدى سوء التعامل مع الموقف إلى إصابة راميريز بشلل رباعي عندما استيقظ من غيبوبته، وقد تم إلزام المستشفى بتسوية هذا الخطا بدفع أكثر من 71 مليون دولار بسبب الأضرار الدائمة التي لحقت ويلي.