حكايا ناسسلايدر
أخر الأخبار

بـ«النول والمكوك» رحلة كفاح «أم محمد» مع أولادها الثلاثة

قد تقابلها يوماً ما فتشعر أنها سيدة عادية من صعيد مصر وأرضه الطيبة، لكن وراء تلك الملامح الطيبة السمراء رحلة كفاح بالنول والمكوك.. هي مسيرة «أم محمد» مع النول والمكوك.
بدأت الصعاب في حياة صفاء حجاج عبد الله أو «أم محمد» عندما توفي زوجها منذ 25 عامًا، وترك لها ثلاثة أبناء، اجتهدت وتحملت الصعاب لتربيهم أحسن تربية، من خلال عملها الشاق، والذي يتطلب جهد وتركيز كبير.
وواصلت العمل ليل نهار، حتى لا تطلب مساعدة من أحد، ليتفاخر بها أبنائها، الذين يعملون على طاعتها ومساندتها، بعد تحمل ظروف الحياة الصعبة والقاسية طوال ربع قرن مضى.

اقرأ أيضاً: الحاجة «فوزية» وماراثون محو الأمية بالراديو.. ومعزة بثلاثة جنيهات

ام محمد
ام محمد

تقول صفاء حجاج عبد الله، مؤهل متوسط، ومقيمة بمحافظة قنا، إنه عقب وفاة زوجها لم يكف معاشه احتياجات الأسرة. مما دفعها للبحث عن العمل في مجالات متعددة واستقرت في العمل بجمعية الشابات المسلمات لتصنيع الشال من النول اليدوي وذلك للإنفاق على أسرتها وأبنائها.
ورغم رفض أسرتها والمحيطين بها لتلك الحرفة لصعوبتها بالإضافة إلى قلة العائد المادي لها، إلا أنها تمسكت بعملها على النول المصنوع بالطريقة الجديدة بدلًا من النول الذي يحفر لها في الأرض.

ام محمد صانعة النول
ام محمد

حلم لم يكتمل

وتوضح صفاء حجاج، المعروفة بين أهل قريتها بـ«أم محمد»، أنها التحقت بالثانوي التجاري وذلك لحبها في الرياضيات وكذلك الكتابة على الآلة الكاتبة التي كانت تستخدم وقتها، لكنها لم تكمل تعليمها.
حلمت «أم محمد» بأن تلتحق بدبلوم المعلمين، لكنها لم تستطع أن تحقق حلمها لعدم رغبة الأهل في ذلك، رغم أن ذلك كان بمثابة الخطوة الأولى لوظيفة سهلة في ذلك التوقيت.

اقرأ أيضاً: التضامن تقرر تأسيس مشروع الصعيدية إيرين قديس استجابة لـ«الناس.نت»

تزوجت صفاء «أم محمد» في عمر الثامنة عشر ثم توفى زوجها وترك لها ثلاث أبناء، الأكبر حصل على الثانوية الزراعية، والوسطى حصلت على كلية لغة عربية، والابنة الصغرى خريجة لغات وترجمة فورية.
وتشير أم محمد إلى أنها عملت منذ ما يزيد عن 20 عاماً من أجل الإنفاق على أبنائها، لكي يستكملوا مشوارهم التعليمي وتوفير نفقات الزواج للفتيات.

تعليم الكبار

وعملت في مشروعات تعليم الكبار وكذلك في تطعيمات الوحدات المحلية وصناعة الستائر. إلا أن استقرت في النهاية منذ 7 سنوات بالعمل في صناعة الشيلان من أنواع خامات متعددة بالجمعية.
كما تعلمت العمل على النول من خلال التدريبات التي حصلت عليها، وكذلك من التعلم من زميلاتها اللاتي سبقوها ويمتلكون مهارة عالية في تلك الصناعة التي أجادتها بمرور الوقت.
وتؤكد صفاء حجاج، أن الفترة الحالية تشهد ركوداً في حركة البيع الخاص بالمنتجات المصنعة يدويًا، بسبب انتشار جائحة كورونا «كوفيد-19» التي بدأت منذ عامين وأثرت على حركة الشراء.
لم يؤثر انتشار فيروس كورونا «كوفيد – 19» على «أم محمد» سلباً، أو دفعها إلى الاستسلام، لكنه على الكس دفعها إلى العمل من منزلها.ام محمد

ام محمد

ومن داخل إحدى حجرات بيتها المتواضع أنتجت «أم محمد» أنواع متعدد من الشيلان. للكسب والعيش والإنفاق على أسرتها رغم العائد المتراجع من الصنعة التي عشقتها منذ سنوات.
واختتمت «صفاء» أو «أم محمد» حديثها إلى «الناس.نت» قائلة إن الفتيات والسيدات يعملن في صناعة النول من أجل الستر فقط. لذلك أطلق على صناعة النول أنها «مهنة الستر التي تستر ولا تغني».
وما كانت تتمناه في السابق أن تتوفر لها فرصة مناسبة وزيادة أجر تلك الصنعة لزيجات بناتها بدون ديون بدلًا من الديون التي تراكمت عليها بسبب زواجهن، وتمنت صفاء أن يؤمن علي العاملات علي تلك الصنعة حتي يحصلن على معاش بعد بلوغهن سن الـ 60.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى