
في 29 أكتوبر من كل عام؛ يتم الاحتفاء باليوم العالمي للتضامن مع ضحايا جرائم الشرف. الذي انطلقت شرارته من سوريا إلى العالم أجمع.
فقد تحوّل خبر تبرئة قاتل لشقيقته تحت ادعاء «الشرف» في قضية نظرتها محاكم الجنايات السورية في 29 أكتوبر 2009. إلى يوم عالمي للاحتفال تضامنا مع ضحايا جرائم الشرف.
وكان مرصد نساء سوريا، قد ندد بهذه الواقعة تحت شعار «يوم لكي نتذكر أنَّ هذه الجريمة لن تصير تاريخاً أسوداً. ما لم نقم جميعاً بمواجهتها دون كلل ولا ملل، دون تساهل ودون أعذار».
وجرائم الشرف هي جريمة قتل يرتكبها رجل في الأسرة أو قريب منها في حق الفتاة لارتكابها فعلا فاضحًا أو مخلًا بالأخلاق مثل الزنا والعلاقات غير الشرعية، ويزعم مرتكب تلك الجريمة أنه قام بها من الحفاظ على الشرف و«غسل العار».

وبدأ تدشين هذا اليوم في 2009 حيث يتم تكريس الجهود لمناهضة العنف ضد مرتكبي جرائم الشرف وبخاصة في الدول العربية، وتضامنت العديد من منظمات المجتمع المدني ومنظمات تمكين المرأة حول العالم، مع مناسبة «اليوم العالمي للتضامن مع ضحايا جريمة الشرف» من خلال نشر مدونات وصور ومقالات وإصدارات توعوية تذكر بالمناسبة وتتضامن مع الضحايا.
اقرأ أيضاً: مقتل شرطية أفغانية «حامل» بالرصاص.. وحركة طالبان في قفص الاتهام
وكان قانون العقوبات السوري ألغى العمل بالعذر المحل من عقوبة القتل، بالدافع الشريف، عندما صدر المرسوم رقم 1 لعام 2011، الذي منح القاتل بالدافع الشريف عذرًا مخففًا، كما سجلت وزارة الداخلية السورية في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2014 أكثر من ثمانين جريمة شرف، حسبما ذكرت صحيفة “سورياتنا”.
وأجرى المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر دراسة عام 2015 أفادت بأن 70% من جرائم الشرف لم تقع في حالة تلبس وإنما اعتمد مرتكبيها على الشائعات، وهمسات الجيران والأصدقاء بشأن سلوك المجني عليها، وأوضحت الدراسة أن تحرِيات المباحث في 60% من هذه الجرائم أكدت سوء ظن الجاني بالضحية، وأنها كانت فوق مستوى الشبهات.

ولم يقدم قانون العقوبات السوري تعريفًا محددًا لجرائم الشرف، لكنه قدم تعريفاً للدافع الشريف في المادة 192 بأنه: «عاطفة نفسية جامحة تسوق الفاعل إلى ارتكاب جريمته تحت تأثير فكرة مقدسة لديه»، أما تبرئة مرتكب جريمة الشرف فقد ورد في نص المادة 548 التي تقول «يستفيد من العذر المخفف منْ فاجأ زوجه، أو أحد أصوله، أو فروعه، أو إخوته في جرم الزنا المشهود أو في صلات جنسية فحشاء مع شخص آخر فأقدم على قتلهما، أو إيذائهما، أو قتل أو إيذاء أحدهما بغير عمد، تكون العقوبة الحبسَ من خمس سنوات إلى سبع سنوات في القتل»، وبذلك تكون العقوبة، هي الحبس من 5 سنوات إلى سبع سنوات في القتل في حين كانت سابقًا سنتين.
تقرير أممي
يشير تقرير أعدته الأمم المتحدة عام 2020، إلى أنه يقع سنويًا حوالي خمسة آلاف شخص ضحايا لـ«جرائم الشرف»، أغلبهم من الإناث في المجتمعات التي تعيش وفق العادات والتقاليد المحافظة، فيُقتلن خنقاً أو حرقاً أو رجماً أو طعناً.
وأوضح التقرير أن جرائم الشرف أصبحت معركة دموية في بلدان كثيرة كباكستان، أفغانستان، الهند، إسرائيل، إيطاليا، الأردن، اليمن، تركيا، السويد، العراق، المغرب، ومصر، الأمر الذي يدفع المنظمات الحقوقية والدولية للمطالبة بتشديد العقوبات على هذا النوع من الجرائم.
أما في مصر، فقد كشفت إحصائية صادرة عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في عام 2018، أن 92% من الجرائم الأسرية تندرج تحت مسمى “جرائم الشرف”، التي يرتكبها الأزواج أو الآباء أو الأشقاء بدافع الغيرة على “الشرف وغسل العار”. التقرير أكد أن 70% من جرائم الشرف ارتكبها الأزواج ضد زوجاتهم و20% ارتكبها الأشقاء ضد شقيقاتهم، بينما ارتكب الآباء 7% فقط من هذه الجرائم ضد بناتهم، أما نسبة الـ3% الباقية من جرائم الشرف فقد ارتكبها الأبناء ضد أمهاتهم، في وقت تراوح عدد ضحايا جرائم الشرف من 900 لألفي جريمة سنويًا.



