«الشيخ أحمد»| عظمه زجاجي.. ويحمله والده على كتفه 18 سنة
«هو الولد دا طبيعي.. لازم يتعرض على طبيب رمد فورا» كلمات نزلت كالصاعقة على الأم التي تحمل ابنها ذو الـ4 أشهر عندما ذهبت به للوحدة الصحية لتلقي وسيلة لتنظيم الحمل.
اقرأ أيضًا: مصطفى.. «بائع المناديل عقله آلة حاسبة» وهذا سره | فيديو
فالطبيبة التي كانت تفحصها لاحظت عدم تغير اتجاه عين الطفل سواء مع الضوء أو المفاتيح لستشعر الخطورة وتبدأ معها رحلة المعاناة.
رحلة طويلة قطعتها العائلة الريفية وهي تحمل ابنها فوق كتفها لـ18 سنة بسبب إصابته بفقدان البصر نتيجة مشكلة في الشبكية.
قصة الشيخ أحمد
بعد أن تلقت الأم الصدمة الأولى اتجهت إلى مستشفى أبو الريش بالقاهرة من أجل فحص الطفل.. وهي الرحلة التي استمرت لـ5 سنوات.
وبعد سنوات 5 من العلاج لم تتحسن حالة الطفل إلا أن الطبيب أبلغهم بوجود خبير أجنبي قادم لمصر لفحص حالات عديدة.
إلا أن الأم الذي حصلت عليه الأسرة بزيارة الطبيب الأجنبي لمصر لم تكتمل حيث أخبرهم الطبيب بكل حسم إن مرض ابنهم لاعلاج له.
وقالت الإم إن تلك الكلمات كانت صدمة جديدة تلقتها بعدما كانت تأمل أن يبصر ابنها من جديد إلا أن الأمل انتهى.
وأضافت الأم أنها لم تشعر بنفسها بعد تلك الكلمات إلا وهي تبكي على أرض المستشفى بينما قررت أن تكمل الرحلة من الطفل.
ولم تتوقف معاناة الشيخ أحمد عند هذا الحد بل تلقى صدمة جديدة عندما لاحظ أبيه تقوص قدمه وعرضه على طبيب أخبره بضرورة إجراء عملية.
وقبل دخول الطفل إلى العمليات فحصه طبيب آخر وأخبر الأطباء بأن حالة الطفل لن تحتمل العملية بسبب النقص الفسفوري الذي يعاني منه.
وتابع أن الطبيب نصحه بالعودة لأبو الريش مجددا حيث تلقى الطفل علاجا لمدة 8 سنوات إلا أن قدمه تعرضت للكسر خلال أول سنة بالجامعة.
ويقول الأب أنه وقتها عرف من خلال الأطباء أن ابنه مصاب بمرض العظام الزجاجية والذي يمثل خطورة كبيرة له في الحركة.
العائلة الداعم الأول
«بشيله على كتفي 18 سنة.. وانتظر الأجر من الله».. هكذا قال الأب عن رحلته من خدمة ابنه والذي أراد له أن يحفظ القرآن.
وتابع أن أقنع أخيه طارق أن يتنازل عن سنتين من سنوات تعليمه لكي يكون مع أخيه في نفس الصف ويعتني به.
وأضاف أنه أيضا أقنع طارق بتحويل دراسته من كلية الشريعة لأصول الدين بالأزهر ليحقق حلم أخيه الذي لن يستطيع الدراسة بمفرده.
ويقول الوالد أنه أحيانا يشعر بأنه قام بظلم ابنه الأكبر طارق لكنها إرادة الله التي وضعتهم في هذا الاختبار الصعب.
بينما يقول أحمد أنه كان يواجه مشاكل كبيرة في الحركة والدراسة إلا أن مساعدة أبيه ووالدته وأخيه له هي التي مكنته من الاستمرار.
واضاف أن والده هو كل شئ في حياته وهو الذي يدعمه منذ نشاته ومعاناته مع العديد من الأمراض.
وأضاف أنه عندما كان طالبا بالصف الثاني الإعدادي تعرف على الشيخ شويمي عبدالحي شويمي، وبدأ من هنا حفظ القرآن الكريم.
وتابع أنه تم حفظ القرآن وحصل على إجازة حفص عن عاصم في تجويد القرآن الكريم خلال عام ونصف فقط.