حكايا ناس

«بسبب مرض خبيث» رجل يختبئ من الموت 40 عامًا داخل غابة منعزلة

«فوبيا الموت» أحد الأمراض النفسية التي تسيطر على الكثيرين حول العالم، وذلك ما يدفعهم للحياة في حالة قلق وهروب من الموت طوال الوقت، وذلك ما حدث مع الشاب كِن سميث الذي هاجمته عصابة من المجرمين وهو في سن السادسة والعشرين، فتعرض لنزيف في المخ وفقد وعيه لمدة 23 يوماً، وأخبره الأطباء أن موته وشيك، ولم يعد في رصيد حياته سوى أيام، فاختبى في غابة منعزلة.

قرر كن الهروب كن الموت من الموت، وبدأ في السفر والترحال من بلد لأخرى طوال الوقت، ومقولة الطبيب بأن موته وشيك لم تفارق خياله لحظة واحدة.

وعندما سافر إلى إقليم يوكون الكندي الذي يشترك في الحدود مع ولاية ألاسكا الأمريكية، تساءل ما الذي سيحدث لو خرج عن الطريق الرئيسي، وذهب إلى «اللا مكان».

قرر كِن سميث التخلي عن وسائل الحياة التقليدية، وعاش بدون كهرباء أو مياه جارية في كوخ بناه بنفسه من جذوع الأشجار على ضفاف بحيرة نائية في مرتفعات اسكتلندا، ويبعد كوخ كِن الخشبي مسافة ساعتين من السير على الأقدام عن أقرب طريق معبد.

العزلة 40 عامًا

حدث لم يكن يتوقعه كِن سميث، وعاش في الغابة المنعزلة لمدة 40 عامًا دون أن يصابه مرض، كان يعتمد على صيد الأسماك وجمع النباتات والحطب وغسيل الملابس في حوض استحمام قديم في العراء.

يحكي كِن: «أخبروني بأنني لن أتعافى. قالوا لن أتكلم، ولن أمشي ثانية وساموت، ولكنني فعلت..عندئذ، قررت أنني لن أعيش بعد الآن بشروط أحد غيري».

وأضاف أنه قطع مسافة 22 ألف ميل سيراً على الأقدام، قبل أن يعود إلى موطنه مرة أخرى. وبينما كان مسافراً، توفي والداه، ولم يعلم بوفاتهما إلا عندما عاد.

العجوز داخل غابة منعزلة
العجوز داخل غابة منعزلة

السير طويلاً

يحكي كِن أنه سار في طول بريطانيا وعرضها، وعندما بلغ منطقة رانوخ في مرتفعات اسكتلندا، باغتته ذكرى والديه وأجهش بالبكاء.

يقول : «قطعت الطريق كله باكياً. وتساءلت، ما المكان الأكثر انعزالاً في بريطانيا؟».

وبعد مرور أربعة عقود، يستخدم كِن الحطب لتدفئة الكوخ الذي يخلو من الكهرباء والغاز والمياه الجارية – ومن إشارة الهاتف المحمول بكل تأكيد، ويقوم بتقطيع حطب التدفئة في الغابة، ثم يحمله إلى كوخه النائي.. كما يزرع كِن الخضروات، ويجمع التوت البري، ولكن مصدر غذائه الأساسي يأتي من البحيرة.

مخاطر العزلة

في فبراير 2019، أدرك كِن أحد مخاطر العزلة عندما تعرض لسكتة دماغية بينما كان يسير وسط الثلوج.. استخدم جهاز يرسل إشارة تحذيرية ويعمل بنظام تحديد المواقع العالمي «جي.بي.إس» كان قد حصل عليه قبل ذلك بأيام قلائل.

وقام الجهاز تلقائيا بإرسال رسالة استغاثة إلى مركز استجابة في مدينة هيوستن بولاية تكساس الأميركية.

المركز بدوره أبلغ خفر السواحل في المملكة المتحدة، وتم نقل كِن جواً إلى مستشفى في بلدة فورت ويليام الاسكتلندية، حيث قضى سبعة أسابيع إلى أن تعافى.

محاولات العودة

فعل أعضاء الطاقم الطبي ما بوسعهم لكي يتمكن من الاعتماد على نفسه والعيش بشكل مستقل مرة أخرى. وحاول الأطباء إقناعه بالعودة إلى الحضارة، حيث يكون بإمكانه العيش في شقة والحصول على الرعاية. لكن كِن كان يريد فقط العودة إلى كوخه الصغير.

ولكن بعد إصابته بازدواج الرؤية التي نتجت عن تعرضه لسكتة دماغية، ومع معاناته من فقدان للذاكرة، كان يتعين عليه قبول المزيد من المساعدة بشكل أكثر من ذي قبل، وبعد عام من إنقاذه، تعين نقل كِن جواً مرة أخرى بعد أن أصيب جراء انهيار كومة من جذوع الشجر فوقه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى