في ذكرى ميلاد فيروز.. حكاية الظهور الأخير لـ «جارة القمر» على المسرح

يحل اليوم الموافق 21 نوفمبر، ذكرى ميلاد الفنانة فيروز الـ 86، والتي قدمت على مدار مشوارها الفني الممتد مجموعة كبيرة من الأعمال الفنية التي أصبحت جزء كبير من وجدان الشعب العربي، حتى حصلت على لقب «جارة القمر».
ترتبط فيروز بأذهانها في الشتاء عندما يكون هناك المطر الشاعري وفنجان القهوة بالتأكيد يجب أن تحضر أغاني فيروز التي تفتح أبواب القلب وتستعيد شريط الذكريات، لذلك بالرغم من العزلة التي اختارتها جارة القمر منذ سنوات طويلة، إلا أنها لا زالت حاضرة في عقول وقلوب جمهورها في مختلف أنحاء الوطن العربي.

الحفل الأخير
كانت الحفل الأخير للفنانة فيروز أو الوداع الأخير كما تحب أن تسميه في عام 2011، حين قررت وأعلنت أنه سيكون الظهور الأخير لها بيعت التذاكر كلها التي وصل سعرها لـ 300 دولار أمريكي في دقائق معدودة، 4 حفلات لم تكفي جمهورها من شتى بقاع الأرض لتعلن الشركة المنظمة عن حفل خامس لـ «جارة القمر» على مسرح «البلاتيا» في جونية في ساحل كسروان اللبناني.
والذي يتسع لما يقرب من 4 آلاف متفرج، من بينهم عدد كبير من أبرز رجال السياسة والفنانين من بينهم ميشال عون والرئيس اللبناني في ذلك الوقت سليم الحص.
وقدمت فيروز الحفلات على مدار 3 أسابيع، فكان أول حفلين الجمعة والسبت 9 و10 ديسمبر، ثم تأتي الثالثة والرابعة يومي 16 و17 من ديسمبر.
وقدمت خلال الحفل ما يقرب من 15 أغنية من أشهر أعمالها الغنائية منها «صباح ومسا» و«إيه في أمل»، بالإضافة إلى «طيري يا طيارة طيري» و«حبيت ما حبيت»، واختتمت حفلها بكلمات من أغنيتها: «بكرة بارجع باوقف معكن، إذا مش بكرة البعدو أكيد»، ومنذ ذلك الوقت ينتظر جمهورها العريض عودتها إلى المسرح مرة أخرى.

ميلادها ونشأتها
وُلدت فيروز في جبل الأرز في لبنان في الحادى والعشرين من نوفمبر عام 1935 لوالديها وديع حداد وليزا البستانى.
نشأت في حى زقاق البلاط في بيروت، حيث كان والدها يعمل في محل طباعة صغير، ودرست في مدرسة القديس جوزيف في بيروت، حتى اضطر والدها لنقلها إلى مدرسة عامة خلال فترة الحرب العالمية الثانية، ومنذ صغرها كانت تحب أن تغنى أغانى أسمهان وليلى مراد.
كما أنه لفيروز تاريخ فنى ممتد وشامل حيث استطاعت تقديم كل الألوان الفنية، لنجد أنفسنا أمام مدرسة فنية تضم أكثر من 800 أغنية، و3 أفلام و400 ألبومات غنائية، بالإضافة إلى المسرحيات الموسيقية خاصة التي كتبها من الأخوين الرحبانى خصيصا لها، ووصلت إلى 15 مسرحية، فضلا عن تعاملها مع كبار الملحنين في الوطن العربى مثل فيلمون وهبى، ومحمد عبدالوهاب، وإلياس الرحبانى، ومحمد محسن، وزكى ناصيف.