سلايدر

«الطفل عبد الله» يتحدى مرض مزمن بالعمل على توك توك.. ويعول أسرة كاملة

يستيقظ الطفل عبد الله في السادسة صباحًا، قبل أن يتناول لقمة واحدة، تسبقة قدماه إلى التوك توك الواقف أمام المنزل بالخارج، ثم يسرع إلى الموقف لكسب رزقه، وقوت جدته واخوته الصغار.

يتكرر هذا المشهد يوميًا في حياة الطفل عبد الله، في العقد الثاني من عمره، يستقل دراجة نارية «توك توك»، يعيش في احدى قرى مركز قوص بمحافظة قنا ا، يواصل الطفل سعيه من أجل طلب الرزق ويضع نصب عينيه أحلام أشقائه الصغار وجدته العجوز في الحصول على قوت اليوم، ولا يبالى بآلام المرض الذي توغل بجسده، «بستحمل الشقاء والمرض عشان إخواتي الصغيرين»، حيث أنه مصاب بالفشل الكلوي والسكري، إلا أن ذلك لم يعيقه عن العمل ليل نهار.

أفراد الأسرة
أفراد الأسرة

منزل المعيشة

يعيش عبد الله أشرف في منزل بسيط لجدته ومعه 2 من أشقائه بإحدى القرى التابعة لمركز قوص بمحافظة قنا، فقد كان يعيش مع والده في منزله بمحافظة السويس، ولكن بعد وفاة والدته تغيرت أمور الأسرة بقرار زواج والده من أخرى، حيث تخلى الأب عن أبنائه ولم يتواصل معهم.

فيقول الطفل «أبويا بعتنا لستي عشان مراته الجديدة ومن يومها مفيش مرة يسأل عننا».

وبعد انتقال «عبدالله» وأشقائه إلى منزل جدته لم يجد الراحة في منزلها كما تمنى، ولكن وجد أحمالا ثقيلة ملقاة على عاتقه، لم تكن الجدة سوى امرأة عجوز لا تمتلك دخلا ثابتا لها وليس لديها أموال تدخرها.

يقول الطفل عبد الله «جدتي ست غلبانة لا عندها أرض ولا أي حاجة وكان لازم أصرف على البيت بعد ما سبت أبويا»، لم يكن أمامه بديل سوى الاعتماد على نفسه من أجل أشقائه الصغار، فلم يتجاوز شقيقة الـ15 من عمره وما زالت شقيقته في الـ4 من عمرها.

الأجر اليوم

بحث «عبدالله» عن فرصة عمل من أجل تلبية احتياجات أشقائه، إلا أن هناك الكثير من العوائق التي تقف في طريقه لطلب الرزق، فلم يوافق الكثير من الأماكن الذي لجأ إليها من أجل العمل بسبب حالته المرضية، وإصابته بالفشل الكلوي ومرض السكري.

يقول الطفل «عندي السكر والكلى وكل ما أروح أشتغل مع حد يمشيني»، وتمكن من العمل مع أحد جيرانه على «التوك توك» الخاص به مقابل 10 جنيهات يوميا «الـ10 جنيه دي هي اللي بنعيش عليها».

ومع مرور الوقت تشتد آلام المرض على «عبدالله» وتتدهور حالته الصحية، وكثير من الأيام لا يتمكن من السعي وطلب الرزق، لذلك يناشد أصحاب القلوب الرحيمة ورجال الخير تبني حالته الصحية، وأن يصبح لديه مصدر رزق يوفر لأشقائه وجدته قوت يومهم.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى