هيثم عادل.. أول سباح يسعى لـ «عبور بحر المانش» على كرسي متحرك
أصبح المصري ماركة مسجلة أمام العالم في قدرته الفائقة على القيام بالمستحيل، وذلك لما يقوم به الأبطال المصريين من ذوي الإعاقة في حصد الكثير من البطولات العالمية، ومن بين هؤلاء الأبطال السباح هيثم عادل، الذي يحضر لأن يكون أول سباح يعبر بحر المانش على كرسي متحرك.
حادث غير حياته
تعرض الشاب الثلاثيني هيثم عادل عبد الشافي الشهير بـ«تشيلسي» لإصابة قوية تسبب في دخوله في غيبوبة لثلاثين يومًا.
دخل بعدها في اكتئاب، وانهيار تام، وتحوله من إنسان يعيش بشكل طبيعي، إلى آخر لا يستطيع ممارسة حياته الطبيعية.
يقول هيثم :«تعرضت لإصابة شديدة أثرت على ظهرى والنخاع الشوكي، تسببت لدخولى في غيبوبة لمدة شهر، وبعدها مبقتش أعرف أحرك أيدي ولا رجلي، وكل حاجة بعملها على السرير».
تابع :«بعد الغيوبة حاولت أتخلص من الاكتئاب والتدمير النفسي، فلم أرد التعامل مع كل من حولي لأكثر من عامين.. بدأت أرجع من تاني بعد رحلة العلاج بالماء، رغم خوفى من الغرق لأن رجلى لا تتحرك، لكن مع الوقت والتدريب أصبح الأمر أسهل وطبيعيا».
احترافية السباحة
بدأ هيثم عادل رحلته مع السباحة بالتدريب من أجل العلاج إلى عالم الاحترافية والحصول على رابع جمهورية في كأس مصر للسباحة، لكنها خسارة في نفس الوقت، لأنه مركز لا يعني شيئا في اللعبة.
قال هيثم:«مكنش دخول عالم الاحتراف والبطولات نهائيًا، وكل هدفى الممارسة بشكل طبيعي لحبي في السباحة، إلا أن بعض المدربين طالبوا مني الاشتراك في البطولة، والمفاجـأة أنني شاركت وأنا أعاني من أثر خياطة عملية أجريتها ضمن العمليات، لكنني أحرزت رابع جمهورية في كأس مصر للسباحة، فرغم غضبي الشديد لعدم إحرازي ميدالية، إلا أن المدربين وقفوا جنبي، وهو ما دفعني للحصول على المركز الثالث في بطولة الجمهورية المقامة في إستاد القاهرة».
وكانت بطولة الجمهورية للسباحة المفتوحة في البحر بداية صفحة جديدة في عالم الاحتراف، بعد حصوله على الميدالية الذهبية، والمركز الأول في المسافات الطويلة في البحر بطول 750 مترا، ثم سباق جري كرسي بطول 5 كيلو على كورنيش السويس.
هيثم لم يكتفِ بالدخول في عالم السباحة، لكنه أصبح رمزًا لجيل جديد، من خلال الدخول في عالم «كرة السلة للكراسي المتحركة»: «مستحيل وأنا سليم كنت أعمل كل اللى أنا عملته أو وصلت له».
دور الأم
أما عن أكثر داعميه في ذلك التحدي قال هيثم :«لا أستطيع إنكار كل من ساندني ووقف جوارى، لكن أمي لها الفضل الأول، والنصيب الأكبر، فمع كل لحظة يأس لم تجعلنِي أشعر بأزمة نهائي، وكنت أنظر إليها وأنا أحاول التصدي لأى مشكلة من أجل إسعادها على ما فعلته معي»