سلايدر

حكاية «عزيزة».. صعيدية حاربت الأمية وترأست قرية الشغب

منذ سنوات طويلة بدأت حكاية عزيزة مع قرار لم يكن لها أي دخل به، وكان تامشيا مع عادات وتقاليد تلك الفترة، لتجد نفسه وسط أنياب الجهل.

اقرأ أيضًا: «مكة».. قصة أقدم رائدة ريفية بمصر

القرار الذي غيرته السيدة الصعيدية قبل 20 عاما عندما قررت أن تتحدى الجهل وتعيد حقها بالتعليم والذي سلب منه لتبدأ قصة من الكفاح.

فالسيدة الصعيدية استطاعت أن تستكمل الحلم الذي ظل يكبر معها وأن تمحوا وصمة الجهل من حياتها بدعم من أسرتها.

حكاية عزيزة.. صعيدية تترأس قرية الشغب

بدأت حكاية عزيزة في محافظة الأقصر تحديدا في مركز إسنا عندما قررت عائلتها سلب حقها في استكمال التعليم مراعاة للعادات بتلك الفترة.

وأرادت أسرتها أن تلحق ابنتهم بقطار الزواج لذلك أجبروها على ترك المدرسة والبقاء في المنزل من أجل الزواج وهو ما تم لاحقا.

ووجدت عزيزة نفسها مفروض عليها اختيار ليس نابعا من إرادتها الحرة، لتأخذها بعد ذلك مسؤوليات الحياة وتكوين الأسرة الناجحة.

وبعد سنوات وجدت السيدة الصعيدية التي تزوجت وأنجبت وكونت أسرة ناجحة واقعة بين أنياب الجهل لتقرر تلك المرة المواجهة.

ومع دعم زوجها وعائلتها لها استكملت عزيزة دراستها وحصلت على الشهادة الابتدائية والإعدادية والثانوية العامة أيضًا وكل ذلك كانت بدايته بفصول محو الأمية.

وكانت المصادفة حاضرة فـ«عزيزة أدم» التي أصبحت طالبة جامعة كانت تدرس في نفس المرحلة مع أحد أبنائها.

«كنت بقعد أذاكر مع ولادي تعبت عشان أحقق حلمي لاني كان نفسي أكمل تعليمي».. كلمات روت بها السيدة الخمسينية قصتها.

وفي نهاية عام 2006 حصلت على شهادة الليسانس من كلية الآداب قسم اجتماع، بينما حصل ابنها على بكالوريوس التربية في العام الدراسي نفسه.

وتابعت قائلة «أنا وابني خدنا الشهادة الجامعية في نفس الوقت لإني مشيت معاه سنة بسنة بذاكر وأمتحن وأنجح».

ولم تتوقف حكاية عزيزة عند الدراسة الجامعة فقط بل انخرطت بعد ذلك في العمل المجتمعي بقرية الشغب التابعة لمركز إسنا.

ومع الوقت تدرجت عزيزة بالعديد من المناصب في القرية حيث أصبحت سكرتير رئيس الوحدة المحلية، وفي أغسطس 2017 تولت رئاسة الوحدة المحلية.

وبعد ذلك أصبحت عزيزة مسؤولة عن مشاكل آلاف الأهالي وتباشر العمل في المشاريع المختلفة في قريتها وأصبحت تقي وقتها بين أجولة الرمل والأسمنت وعلى خلفية ضجيج آلات الحفر.

«أنا طول النهار مبقعدش في المكتب مكاني بين الناس أسمع شكاويهم وأساعدهم على حلها هو ده رصيدي الحقيقي في  النجاح».. كلمات اختتمت بها عزيزة قصة ثورتها على الأمية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى