إطلاق المشروع البحثي حول التكلفة الاقتصادية والاجتماعية للإرهاب بمصر
أوضحت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي أن متوسط التكلفة المادية لظاهرة الإرهاب على مستوى العالم بلغ ٧٠ مليار دولار بعد ان كانت ١٥ مليار منذ ١٠ أعوام وقالت إن رقعة العمليات الإرهابية تتسع وتزداد عاما تلو الآخر، و عدد العمليات الإرهابية تضاعف ٤ مرات عما كان الأمر عليه فى ١١ سبتمبر ، جاء ذلك خلال إطلاق المشروع البحثي حول التكلفة الاقتصادية والاجتماعية للإرهاب بمصر.
وأضافت أن الخطورة الحقيقية لجراءم الارهاب انه اتخذ اشكال متعددة منها الارهاب الفكرى والمادى والعمليات الإرهابية تحولت من النموذج المركزى إلى النموذج العنقودي ، وأصبحت ظاهرة عالمية يتم التصدى لها، مما يؤثر ذلك على تعطيل التنمية ومشروعات حقوق الإنسان.
شهد الافتتاح مشاركة كل من الدكتور خالد عكاشة المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، والدكتور جمال عبدالجواد عضو الهيئة الاستشارية بالمركز ومدير المشروع البحثي والدكتور مفيد شهاب ود. عبد المنعم سعيد ود. اسامة الازهرى مستشار الرئيس للشؤون الدينية و نخبة من كبار الباحثين المصريين.
محاور المشروع
يتضمّن مشروع “تكلفة الإرهاب” أربعة محاور رئيسية، هي المحور السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وفي كل محور منها تجري دراسة تكلفة الإرهاب وأسبابه وسبل معالجته.
وأو ضحت القباج ، أن بحث التكلفة الاقتصادية والاجتماعية للإرهاب جاء بتكليف رئاسى، مشيرة إلى أن إعلان نتائج البحث ليس هدف فى حد ذاته بل يتم استخدام المعلومات الناتجه فى تطوير توجه ورؤية عامة للدولة ، فى رسم خارطة طريق لحماية المجتمع المصرى من اخطار الإرهاب وايجاد معالجات فكرية واسعة .
ويعتبر البحث هو الأول فى مصر لحساب تكلفة الإرهاب ، والتكلفة السياسية والاقتصادية ، وكل استخدام القوى والعنف والترهيب بغرض الإخلال بالنظام العام .
واشارت إلى أن هذه المنظومة الفكرية المتشددة تتغلغل فى الثقافة المجتمعية وتعمل على الوعى والفكر والقيم وتابعت اذا كان الإرهاب المادى كبد الاقتصاد المصرى خسائر مالية فادحة فان الإرهاب الفكرى شكل تحديا لتقاليد وقيم المواطنة ولن نسمح له.
تدخلات خارجية
وأضافت القباج ان الوزارة تعمل على المحاور التى لها اسباب فى انتشار الارهاب مثل الفقر متعدد الابعاد والتمييز والبطالة والتطرف وعدم المساواة و تعاطى المخدرات والأفكار الخاطئة وتعمل الوزارة من خلال برامجها المتعددة على معالجة هذه الظواهر مثل برامج الحماية الاجتماعية و الاستثمار فى البشر ودمج الشباب فى المشروعات الوطنية ، وهناك جزء خاص بالدعم النقدى وموضوعات خاصة بتكافؤ الفرص التعليمية والفرص الصحية ، وكفالة الحقوق وننظر إلى الفقر متعدد الأبعاد بجهاته المختلفة ، وتم تخصيص مليار جنيه لدعم الطلاب الجامعيين» .
وأشارت إلى أن هناك تدخلات عديدة تشكل تمكين الفئات الأولى بالرعاية واحتواء كبار وأطفال بلا مأوى ومناهضة استخدام المواد المخدرة ، والعمل من خلال برنامج مواطنة وبرنامج وعى .
أسباب الإرهاب
وقال الدكتور خالد عكاشة المدير العام للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن البحث يركز على أسباب الإرهاب الذي يستهدف تدمير الدولة بسلطاتها ومؤسساتها، والمجتمع بمكوناته وحركية مواطنيه المدنية والسياسية، ومقدراته القيمية والمادية المتنوعة؛ وهو الأمر الذي مثل تهديدًا وجوديًا لمصر، خاصة مع بلوغ الإرهاب ذروة نشاطه في عامي ٢٠١٤ و٢٠١٥، ووضع مصر في قائمة الدول الأكثر تعرضًا للإرهاب، مما أدّى إلى اتخاذ الدولة قرارًا تاريخيًا باعتبار الإرهاب تهديدًا لأمنها القومي، ومن ثم اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة والحاسمة لمواجهته.
ويعالج المشروع البحثي الإرهاب برؤية أكثر اتساعًا من الدراسات السابقة، حيث لا تقتصر المعالجة على الهجمات العنيفة التي تقوم بها جماعات مسلحة فقط، وإنما يشمل أيضًا منظومة الجماعات المتشددة، والأيديولوجيات والقيم المتطرفة، والتي تمثل قاعدة تضفي الشرعية على الفعل الإرهابي، حيث تبين خبرة المجتمع المصري والعربي والإسلامي أن الفعل الإرهابي والأساس الفكري الذي يقوم عليه يجب أن يتم التعامل معهما في حزمة واحدة.
وتعد هذه الفعالية هي الأولى في سلسلة من الفعاليات التي تستهدف تعميق وتوسيع الحوار حول المشروع الذي يستهدف الإحاطة بالتأثيرات السلبية لظاهرة الإرهاب، انطلاقًا من فهم عميق لظروف مجتمعاتنا، وبطريقة تمكننا من الفهم والمعالجة الناجعة لهذه الظاهرة.
وطلب الدكتور مفيد شهاب باضافة محور دولى الى الاثار المترتبه على الإرهاب وهو البعد الدولى باعتبار ان العالم اصبح قرية كونية واحدة وما تخلفه العمليات الإرهابية سلبا على العلاقات الثنائية بين الدول وحجم الجهود العالمية لمكافحة الارهاب و الى اى مدى نجحت فى ذلك.