«حكاية ضحى»| الفراشة الطائرة.. أول «ديلفري» تنافس الرجال

تعرف شوارع القاهرة وحارتها وأزقتها، تطير كالفراشة بين المارة والسيارات، تحدد وجهتها ولا تعبء يما يدور حولها، فهي قاصدة شقة لا تعرف سكانها، غير عنوان تستكشفه، ورقم هاتف تطلبه، وبضاعة لهم في أمانتها.
تعرف ضحى صاحبة الـ27 عاما نفسها بأن “ديلفري” أو مندوبة شحن، مرسال للبضائع التي تباع عبر صفحات الانترنت، في مهنة ينظر لها المجتمع على أنها مهنة الرجال بلا منازع.
“رب صدفة خير من ألف ميعاد”، تحكي ضحى وهي جالسة على أريكتها الحمراء في بيتها بالطابق الثامن بمنطقة الخصوص، أنها حين تخرجت من معهد علوم الحاسب والسكرتارية، ضاقت بها السبل، أن تجد عملا في مجال دراستها، ولم تعرف وقتها إلا شيئا واحدا فقط هو أنها تكره أن تجلس في البيت بلا عمل.
رفض الأم .. ورغبة ضحى
وعن أول الخيط وكيف خطر ببالها أن تعمل مندوب شحن، قالت إن الأمر جاء عن طريق الصدفة، فصديقتها التي سبقتها إلى تلك المهنة عجزت عن توصيل “الأوردرات” واستعانت بها في تلك المهمة، لتكتشف ضحى عاما آخر في تلك المهنة.
تقول :”أخبرت والدتي في بداية الأمر أنني سوف أعمل مندوب شحن، لكنها لم تستوعب الفكرة، ورفضت الفكرة مخافة أن اتعرض لأي أذى، مردفة أنها والدتها طلبت منها أن تعمل في محل للملابس أو ما شابه ولكن في مكان محدد”.
كل مرة في مكان
تضحك ضحى ثم تواصل وصف رفض والدتها لعملها: تقول :”أزاي مرة تبقي في مدينة نصر، ومرة تبقي في شبرا، ومرة تبقي في التجمع”، إلا أن ضحى نجحت في إقناع والدتها بالأمر والرضوخ إلى رغبتها.
لم يكن الأمر في البداية سهلا بالنسبة لها، حيث كانت تحمل في البداية حقائب السفر فوق ظهرها، تضع في كل ما لديها من بضائع، وكانت مضطر يوميا أن تمشي عشرات الكيلو مترات لتصل إلى العنوان التي تقصده.
السير تحت آشعة الشمس
فقد وزني وأصبحت نحيفة جدا، تقول ضحى :” من كثرة ما كنت أحمل على ظهري والسير على قدمي تحت أشعة الشمس وخاصة في المدن الجديدة فقد الكثير من وزني.
على طريقة المسلسل الشهير عبد الغفور البرعي، أتخذت ضحى قرارا جديدا في عملها، وهي أن تبدأ في إدخار كل ما توفره من جنيهات تساعدها على شراء “سكوتر” يسهل عليها مهام عملها”.
2 جنيه بداية الحلم..
تقول ضحى بـ 2 جنيه بدأت أدخر مبلغ الدراجة النارية حتى تمكن من توفير ثمنه في عام، لتحصل على “سكوتر” تمنته كثيرا، بالإضافة إلى نظرات الناس المستغربة لقيادة فتاة لدراجة تارية.
ارتداء ملابس الرجال
تقول ضحى إنها ترتدي ملابس رجالية بعض الشيء لكي تخفي هويتها، كونها أنثى، حتى لا تتعرض للحرج، والمضايقات من المارة، فترتدي خوذة على الرأس وتسير في خطر سير رسمه الزبائن لها.
حلم المستقبل..
وعن حلم يراودها، تقول ضحى إنها تخطط لأن تنشئ شركة شحن، للسيدات فقط، تساعد فيها الفتيات الراغبات من العمل، بالإضافة إلى أنها تحلم بشريك لها في الحياة يكون عونها لها في مشوار الحياة.