
بمجرد دخولك محافظة قنا، يستقبلك شيخ العارفين بالله سيدي عبد الرحيم القنائي، كأحد أشهر المقامات المباركة، التي ذاع صيتها، ويقصدها المريدون من كل حدب وصوب، فيما تضم مراكز وقرى المحافظة المئات من مقامات أهل الكرامة وأضرحة الأولياء والصالحين.
وتتواتر الروايات بين أبناء الصعيد، عن أصحاب الكرامات من أولياء الله الصالحين. ففي مدينة نجع حمادي، شمال محافظة قنا، وفي قرية الرحمانية قبلي، تفرد «الشيخ متولي» بمقامه الذي تم إنشاؤه في نهاية القرن التاسع عشر وسط مقابر القرية المجاورة لهضبة الكولة الجبلية، كأحد أهم العارفين بالله وصاحب الكرامات المباركة.

يقول حمدي جاويش حسن، القائم على خدمة مقام العارف بالله «الشيخ متولي» إن صاحب الكرامات يقصده أبناء القرى المجاورة للزيارة والبركة أثناء زيارتهم قبور ذويهم، لافتا أنه خرج إلى الدنيا والمقام عامر بمريديه حتى يومنا هذا.
اقرأ أيضًا: وزيرة التضامن ومحافظ مطروح يكرمان أول دفعة من متعافي الإدمان
يضيف جاويش، أن خدمة المقام ورعايته عمل تطوعي، يشرف به، مشيرا أنه يأتي في كل صباح لفتح باب المقام لاستقبال الزائرين، الذين تتزايد أعدادهم في يوم الجمعة الذي اعتاد فيه أهالي القرية زيارة المقابر.
يضيف خادم المقام، أن مريدي الشيخ متولي، يحضرون الي صاحب الكرامات لقراءة الفاتحة، والدعاء في رحابه بقضاء حوائجهم التي تتنوع ما بين طلب للشفاء من الله، أو رغبة في فك العقد وتفريج الهموم ونجاح الأبناء وتزويج البنات والدعاء بالحمل والانجاب، وغير ذلك.

التبرك بالمقام
ويشير محمود علي، أحد الأهالي، إلى أن المقام، يقصده العديد من أبناء القرية والقرى المجاورة، سيدات وأطفال وكبار وشباب، للتبرك بقصد فرج الكرب، فالسيدة التي لم تنجب بعد زواجها بسنوات، تأتي إلى هنا، والأطفال الذين لا يستطيعون التحدث، يأتون إلى هنا، والشباب المصابين بالاكتئاب ، يأتون إلى هنا، والمواطنون المصابون بأمراض، يأتون إلى هنا.
ويوضح علي، أن المقصد من التبرك بالمقام، هو نية الشفاء أو فرج الهم والكرب، لافتًا أن هناك أقاويل تدور منذ القدم، وأصبحت متوارثة ، بأن من يحل هنا ينال البركة والشفاء، ولكن كل هذه الأقاويل، ثبتت عند البعض حتى وإن كان عن طريق الصدفة، فهناك سيدات أنجبت بعد سنوات من الحرمان، وهناك مرضى تم شفائهم بعد التبرك بالمقام، وهذا ما أدى إلى شهرة المقام والتبرك به، وهناك كثيرون أيضًا لم يحدث لهم شىء، فأصبحت الروايات متباينة ما بين الاعتقاد وعدم الاعتقاد بمثل هذه الأمور.

ويوضح السيد محمود ذكي، من قرية المصالحة المجاورة، أن أولياء الله الصالحين ورد ذكرهم في القرآن الكريم، وان كراماتهم متعددة ومتواترة يتناقلها الأبناء عن الآباء والأجداد.
يشير ذكي، إلى أن مقام العارف بالله الشيخ متولي، من الاماكن المباركة التي يكثر فيها أبناء القرية من الدعاء، تيمنا بصاحب المقام الكريم، لافتا أن معظم الزائرين للقبور يقومون بزيارة المقام وقراءة الفاتحة لصاحبه والسلام عليه.
يضيف السيد، أن الشيخ متولي تكثر القصص المتداولة عن كراماته وعلاماته ” على حد قوله” حتى أن الأهالي يطلقون عليه قبلة المرضى وحارس الأرواح، في إشارة منهم لمقامه الذي يقع في وسط مقابرهم.

وبحسب إفادات أهالي القرية، فإن مقام العارف بالله الشيخ متولى تم إنشاؤه في نهاية القرن التاسع عشر، لأحد رجال الله الصالحين، الذي اشتهر بين الناس بالتقوى والورع، وحب الخير، والقرب من الله عز وجل، حتى أنه وقت وفاته ظهرت عدة علامات وكثرت الروايات المتداولة عن رؤيته بين المواطنين، الذين بنوا له هذا المقام بالطين والطوب اللبن، والذي يتم طلاؤه وتجديده وإضاءته في كل عام احتفالا بمولده.