حكايا ناسسلايدر

المرأة الفلسطينية.. كيف تدير معيشتها اليومية في ظل الحرب القاسية؟

في ظل استمرار القصف والحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، لجأت المرأة الفلسطينية، لبيع مصاغهن، لتدبير بعض الاحتياجات الضرورية وضمان استمراية الحياة لعائلتهن،وسط نقص الطعام وفقدان مقومات الحياة الأساسية مع نزوح مئات الآلاف من منازلهم .

 

بيع المصاغ

قصص ومعاناة

وعن مُعاناتها تروي ريهام ناصر، نازحة فلسطينية، والتي هربت هي وعائلتها وزوجها، الذي كان يعمل سائقا قبل الحرب من منزلهم بحي الزيتون بمدينة غزة قبل نحو شهرين.

وأضافت ريهام التي تعيل عائلتها المكونة من ثمانية أشخاص:” استطعنا الفرار وكان معنا مبلغا ماليا وبقي مبلغ آخر في البيت لكننا نسينا حمله لأننا هربنا بسرعة لننجو بحياتنا وسط القصف الإسرائيلي”.

وفي مشهد غير مُتوقع بعد وصولها برفقة ابنتها، إلى مخيمات النازحين التي انتشرت داخل مدينة رفح، وبالقرب من إحدى الخيم وجدت تاجر مجوهرات نصب خيمة وجلس على كرسي يحتضن شنطة صغيرة يبدو أنها ممتلئة بالمال.

ولتوفير بعض الأموال لعائلتها أخرجت ريهام من محفظتها بحرص شديد قرطا مرصعا بقطع لامعة كأنه ماس وعرضته للبيع، كمثال حي لفدائية المرأة الفلسطينية.

فيما وضع تاجر المجوهرات القرط على ميزان الكتروني أمامه، وقام بالضغط على آلة حاسبة وأخبرها بالثمن الذي سيدفعه، لكنها التقطته وغادرت.

ولأنه عرض ثمنا بخس رفضت ريهام بيع قرطها،لأن البائع يستغل أوضاع النازحين البائسة، لأنها اشترت القرط لإبنتها بما يزيد على 41 دينارا أردنيا للجرام الواحد قبل حوالي سنة بينما عرض البائع  الشراء مقابل 32 دينارا.

وبرغم الظروف القاسية التي تعيشها المرأة الفلسطينية في ظل احتياجهم للطعام والمياة الصالحة للشرب بجانب الأدوية الخاصة وأجرة المخزن فقد قررت ريهام البحث عن بائع آخر وسعر أفضل.

وأعربت عن خجلها من طرق أبواب مؤسسات الإغاثة، مضيفة بأن الحرب أشعلت الأسعار ولا يوجد شيء مجانًا.

مشهد آخر توجهت فيه نازحة فلسطينية للسؤال عن سعر الذهب، فيما وضعت خاتما أمام البائع وقالت: “كم ثمنه”.

وبعدما ألقى به على الميزان الإلكتروني قال 181 دينارا ونصف الدينار، قامت السيدة بأخذ المبلغ ثم غادرت على عجالة دون مناقشة.

غياب المأوى

وفي رواية أخرى حزينة خرج “رائف النجار” وزوجته بوجهين عبوسين بحثًا عن احتياجات البيت لذا قام ببيع إسورة لزوجته بثمن زهيد لمواجهة صعوبة المعيشة قائلا:”خسرنا فيها كثيرا”.

وأضاف “النجار”بأنه كان يعمل في حقل البناء في مدينة خان يونس قبل وصوله إلى جنوب القطاع، لكنه تفاجأ بصعوبة وجود مكان يأويه، بسبب النزوح الكبير لمدينة رفح.

مخيمات اللاجئين في رفح

وحتى يستر عائلته المكونة من خمسة أطفال وأمه قام بشراء يعض الأخشاب وأمتارا من النايلون كلفته نحو ألف شيقل، ما يساوي نحو 300 دولار أمريكي بحسب قوله.

كما يبحث “النجار” عن برميل ماء فارغ بتكلفة حوالي 1000 شيقل، وتجهيز مرحاض تقريبا بنفس الثمن، وشراء بعض أدوات المطبخ والأغطية والفراش بالإضافة إلى ماء الشرب وحفاضات للأطفال.

تاجر المجوهرات

من جهته قال التاجر الملقب باسم “أبو محمد”، إن التجار لم يلعبوا في الأسعار لكنها هبطت بسبب زيادة المعروض في السوق وهذا أمر طبيعي بحسب قوله.

وأشار “أبو محمد” الذي نزح قسرا من مخيم جباليا شمال غزة قبل أكثر من شهرين إلى أن هامش الربح واحد.

“وقال نشتري بـ 33 دينارا ونبيع بـ 36، وقبل الحرب كنا نشتري بسعر 38 ونبيع بسعر 41 دينارا للجرام الواحد من الذهب تقريبا”.

وأضاف أن التعامل في المحافظات الشمالية (الضفة الغربية والقدس المحتلة) والجنوبية (قطاع غزة) في الصفقات التجارية بالدولار الأميركي أو الشيقل الإسرائيلي لكن عندما يتعلق الأمر بالذهب والأرض فيتم التعامل بالدينار الأردني لا سيما في قطاع غزة مشيرا إلى أن الحرب طالت ومن كان معه مبلغ مالي نفد وسط ارتفاع جنوني في أسعار السلع الغذائية.

اقتناص الفرص

من جانب آخر حاول “ماجد حمد”، من مدينة رفح، اقتناص الفرصة ليشتري ذهبا بسعر منخفض، ولكنه لم يستطع حيث يقول الجواهرجية إنهم يشترون فقط ولا يستطيعون البيع بحجة عدم توفر الكهرباء لإعادة الصهر والمصنعية.

مصير مجهول

هذا وتقدر تقارير دولية ومحلية بأن أكثر من مليون نازح قاموا بالفرار إلى مدينة رفح يقطنون الآن في خيام ومحال تجارية فارغة أو عند أقارب وأصدقاء لهم، بانتظار مصير مجهول في حال تقدم العدوان الدموي باتجاه الجنوب أكثر.

هذا وتمنع قوات الاحتلال الاسرائيلي دخول الطعام والمساعدات لقطاع غزة، كما تقطع الكهرباء والماء والوقود ما تسبب في تدهور غذائي فضلا عن انتشار الأمراض.

ومع الضغوط الدولية لم تسمح قوات الاحتلال الإسرائيلي إلا بدخول حوالي 100 شاحنة يوميا فقط وفقا لمختصين.

بينما كانت تدخل حوالي 500 شاحنة قبل العدوان الإسرائيلي، أما قبل الحصار المستمر منذ 17 عاما فكان يدخل لغزة نحو 1500 شاحنة يوميا.

وقد تجاوز عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في قطاع غزة المحاصر منذ السايع من أكتوبر الماضي نحو 25 ألفا غالبيتهم من النساء والأطفال،إضافة لآلاف المفقودين.

المرأة الفلسطينية في غزة
المرأة الفلسطينية في غزة
الدمار في غزة
الدمار في غزة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى