تخيل معي طفلة تتابع برنامجًا تلفزيونيًا منذ صغرها، وتُفضل مشاهدة مُقدمة هذا البرنامج. وبعد مرور أكثر من خمسين عامًا؛ تكتشف أن مُقدمة هذا البرنامج هي أمها الحقيقية. قد تقول إنها مسرحية سخيفة. لكن هذا ما حدث مع «رايت»، التي التقت بأمها الحقيقية بعد أكثر من خمسين عامًا من الغياب.. تُرى ما قصتها؟
اعتادت «رايت» مشاهدة برنامج تقدمه لين مودي، دون أن تعلم أنها أمها الحقيقية. وتعود حكاية «رايت» إلى كونها ابنة متبناة منذ صغرها. وطوال تلك الفترة لم تكن لديها رغبة حقيقية في البحث عن والدتها البيولوجية.
اختبار الحمض النووي
بعد خمسين عامًا من الغياب؛ تغير كل ذلك، تحديدًا حينما اقترح ابن «رايت» أن تختبر الحمض النووي الخاص بها، لمعرفة المزيد عن جينات عائلتها الحقيقية. كانت «رايت» وقتها في عمر الرابعة والخمسين. وسرعان ما تبين أن والدة «رايت»، هي لين مودي، التي تتضمن سيرتها الذاتية المثيرة للإعجاب برامج مثل Chicago Hope، وBeverly Hills 90210، وKnots Landing، ومجموعة أخرى من البرامج التلفزيونية والأفلام.
أخبرت عمها أنها تريد أن تعرف والدتها، فلم يكشف عمها عن والدتها فحسب، بل أخبرها أيضًا أن والدتها لم تنسها أبدا وكانت تبحث عنها، على أمل إعادة الاتصال في يوم من الأيام.
ذُهلت عندما بحثت في جوجل
عندما بحثت «رايت» في جوجل عن اسم والدتها، ذُهلت. كانت ترى أخيرًا وجهًا يشبه وجهها. عرفت أنها تنتمي لها. بعد فترة وجيزة من عيد الغطاس الماضي، رن هاتف «رايت». سمعت صوتًا يقول: «أنتِ ابنتي؟». ردت «رايت»: «يا إلهي، هل أنتِ أمي؟». رد الصوت: «نعم حبيبتي. أنا أمك». كان شعورًا لا يوصف. هكذا قالت «رايت». وتمثلت المفارقة في مشاهدة «رايت» لوالدتها على التلفزيون، وعدم معرفتها بذلك، لكنها لم تقارن بالفرحة التي شعرتا بها الاثنتان عندما تم لم شملهما في اليوم التالي.
أطفال بالتبني
بالطبع، ليس كل من يبحث عن حمضه النووي سيجد نجمًا تلفزيونيًا في شجرة عائلته. ويأمل أفراد عائلة «رايت» من ناحية الأب أو الأم، أن تلهم هذه القصة، المزيد من أطفال التبني، وأولياء أمورهم القائمين على رعايتهم، أن يحرصوا على البحث عن عائلاتهم الحقيقية. تقول «مودي» لـ «توداي»: «الحياة مليئة بالمفاجآت، وبغض النظر عن ظروفك، كن منفتحًا على المعجزات، والمفاجآت، وحافظ على يقينك».
