إيرين قديس.. أول سيدة تقود العجلة في شوارع قنا
الصعيدية الأصيلة.. ايرين تتحدى التقاليد وتقف بجوار زوجها لتوفير لقمة العيش
في مشهد مازال جديدًا على الصعيد، تشارك السيدة القنائية إيرين قديس، أول سيدة تقود العجلة في شوارع قنا، في مساعدة زوجها لتلبية احتياجات أسرتهما الصغيرة. هو يعمل عاملًا «أرزقيًا»، وهي تبيع الذرة الشامية أو «القناديل» كما يعرفها أهل محافظة قنا. تضع «القناديل» والأدوات الأخرى «عدة الشغل» على دراجة صغيرة، وتقودها يوميًا في شوارع محافظة قنا.
يفرض المجتمع في قنا، بعض العادات والتقاليد التي تقيد حرية المرأة في في العمل، ونوعية العمل الذي تقوم به. ولكن إيرين قديس، رأت أنها بإمكانها تخفيف قسوة الظروف المعيشية، وتلبية احتياجات طفليها، من خلال العمل، وقيادة الدراجة لتوفير النفقات، ومساعدة زوجها في الإنفاق على المنزل.
وفي لقائها مع «الناس. نت»؛ تقول إيرين قديس إنها تقود الدراجة كي توفر أجرة المواصلات، موضحة: «الفلوس دي أولى بها عيالي أجبلهم بها حاجة أنا ومروحة أحسن». وتعتبر «إيرين» السيدة الوحيدة في محافظة قنا، التي تقود الدراجة، وتتنقل بها في شوارع قنا.
مع حلول عصر كل يوم؛ تخرج «إيرين»، بصحبة طفليها وزوجها، وتقود الدراجة إلى مكان قريب من المنزل، لتبدأ مهمة شوي الذرة وبيعها. وبعد أن يبيعون ما معهم من ذرة، يعودون إلى المنزل في فرحة تدل على الرضا والقناعة.
اقرأ أيضًا: صبرية السباعي.. 43 عامًا في حفر القبور وتسلق النخيل ومازال الشقاء مستمرًا
تقول ايرين قديس: «أعيشُ في شارع الشيخ محسن خلف الطب البيطري في قنا، ولقد كانت ظروف زوجي المعيشية أفضل من ذلك عندما تزوجته، ولكن لا شيء يظل على حاله. حصلت له بعض الظروف في عمله، وأصيب وقتها بحالة من الاكتئاب والقلق على المستقبل. كل ذلك ألا يجعلني أقف بجانبه وأساعده، وأساعد أولادي؟».
تقول إيرين قديس: «فكرتُ مع زوجي في مشروع تكون تكلفته بسيطة، يساعدنا على تحمل مصاريف الحياة». تشتري «إيرين» الذرة الشامية «القناديل» من مركز قفط، والذي يبعد حوالي نصف ساعة عن مدينة قنا، في الصباح. وتعود لتبدأ رحلتها العملية من العصر وحتى المساء، في شوي الذرة وبيعها.
اقرأ أيضًا: بطلة من الصعيد.. حكاية صباح أول مدربة ملاكمة رجالي
تعتمد أسرة إيرين، على الرزق يومًا بيوم، فهي أحيانًا تعمل في المنازل صباحًا، ثم تعود لاصطحاب الطفلين إلى لبيع القناديل. تقول «إيرين»: «أحيانا أبيع القنديل الواحد بجنيهين، أو 3 جنيهات، وأحيانًا نوزعها على الأطفال وغير القادرين مجانًا. وربنا هو اللي بيرزق».
«هناك من لا يتقبل فكرة قيادتي للدراجة في شوارع قنا. ولكن الأغلبية متقبلين للفكرة ويشجعوني على الاستمرار». هكذا تقول تشير إيرين قديس، وتوضح أن زوجها كان مرحبًا بالفكرة من اللحظة الأولى، ويساعدها في عملها يوميًا. قائلًا: «فخور وأنا أحمل أسطوانة البوتاجاز، وأسير خلف زوجتي. أساعدها في عملها وأقف بجوارها حتى نعود سويًا بعد بيع الذرة بالرزق الذي قسمه الله لنا».
اقرأ أيضًا: المعلمة نورا.. أول جزارة في قنا
«اللي رايح أكتر من اللي جاي»، هكذا تقول «إيرين»، موضحة أن كل ما تطلبه هو أن تساعدها الحكومة على توفير «تروسيكل» لزوجها حتى يعينها على العمل وتوفير لقمة العيش الكريمة للأسرة.